اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٧ أيلول ٢٠٢٥
كييف- اندلعت النيران الأحد في مقر الحكومة الأوكرانية في كييف جراء هجوم جوي روسي هو الأضخم على الإطلاق استخدمت فيه أكثر من 800 مسيرة وصاروخ وأوقع ما لا يقل عن خمسة قتلى بينهم اثنان في العاصمة.
وشاهد مراسل فرانس برس النيران مندلعة على سطح المبنى الضخم الذي يضم مقر الحكومة والدخان يتصاعد منه.
وحلّقت المروحيات فوق المبنى الواقع في قلب كييف قرب مقري الرئاسة والبرلمان، ملقية مياها على سطحه فيما هرعت أجهزة الطوارئ إلى الموقع وضربت الشرطة طوقا أمنيا حوله.
وقالت رئيسة الوزراء يوليا سفيريدنكو عبر تلغرام 'لأول مرة تضرر سطح مقر الحكومة وطوابقه العلوية جراء هجوم للعدو'.
وبعد الظهر، قال المتحدث باسم أجهزة الإغاثة بافلو بيتروف للتلفزيون 'تم إخماد الحريق، لكن فرق الإنقاذ تعمل على تفكيك الهياكل ورشها بالماء لإعادة إصلاح المبنى والتثبت من أن كل شيء جيد'.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على فيسبوك 'يعد هذا النوع من عمليات القتل في وقت كان من الممكن للدبلوماسية الحقيقية أن تبدأ منذ مدة طويلة، جريمة متعمدة ومحاولة لإطالة أمد الحرب'.
وبقي حي المباني الحكومية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022 في منأى نسبيا من الضربات الروسية التي تستهدف العاصمة بانتظام.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت خلال الليل 810 مسيرات و13 صاروخا على أوكرانيا، مؤكدا اعتراض 747 مسيرة وأربعة صواريخ منها، في أضخم هجوم جوي والأول من نوعه منذ اندلاع الحرب.
كما طال الهجوم مناطق أخرى، متسببا بسقوط خمسة قتلى بالإجمال، اثنان منهم في كييف، وأكثر من عشرين جريحا. كما قتل شخصان آخران على الأقل في هجمات منفصلة، وفق السلطات الأوكرانية.
- 'على العالم أن يرد' -
وفي العاصمة كييف، ألحقت الضربات أضرارا بمبان سكنية وأفاد رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو عن مقتل شخصين هما امرأة شابة وطفلها البالغ شهرين.
من جانبها، أعلنت روسيا أنها 'ضربت مواقع لمجمع الصناعات العسكرية الأوكرانية وبنى تحتية مرتبطة بالنقل'.
وأعلنت رئيسة الوزراء الأوكرانية 'على العالم أن يرد على هذا التدمير ليس بالكلام فقط، بل بالأفعال. علينا تشديد ضغط العقوبات، وبصورة أساسية ضد النفط والغاز الروسيين'، مطالبة كذلك بـ'أسلحة'.
من جانبه رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن 'روسيا تنغمس بشكل متزايد في منطق الحرب والترهيب' منددا بالضربات 'العشوائية'.
كما اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن 'الكرملين يستخف بالدبلوماسية ويتجاهل القانون الدولي ويقتل بلا تمييز'.
وشنت روسيا في نهاية آب/أغسطس هجوما ضخما بالمسيرات والصواريخ على كييف أوقع أكثر من 25 قتيلا وألحق أضرارا بمكاتب بعثة الاتحاد الأوروبي والمجلس الثقافي البريطاني.
في المقابل، أعلنت أوكرانيا أنها نفذت ضربة على مصنع في منطقة بريانسك الروسية الحدودية ومصفاة للنفط في كراسنودار بجنوب روسيا.
وضاعفت كييف في الأشهر الأخيرة الهجمات على مواقع للطاقة في روسيا ساعية لاستهداف موارد موسكو. وتوقع هذه الضربات بانتظام ضحايا مدنيين.
على الجبهة، واصل الجيش الروسي تقدمه الأحد معلنا السيطرة على بلدة جديدة في منطقة دنيبروبتروفسك (وسط). وتحتل روسيا حاليا 20% من أراضي أوكرانيا.
- المفاوضات متعثرة -
تأتي الضربات الأخيرة بعدما تعهّدت نحو عشرين دولة أوروبية في مقدمها فرنسا وبريطانيا الخميس تولي مراقبة تنفيذ أي اتفاق لإنهاء الحرب، علما بأن عددا منها أعربت عن استعدادها لنشر قوات على الأرض.
وتشدد كييف على أن الضمانات الأمنية بدعم قوات غربية، ضرورية من أجل أي اتفاق سلام بحيث لا تعاود روسيا شن أي غزو جديد في المستقبل.
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض تواجد أي قوات غربية في أوكرانيا واعتبر أنها ستكون هدفا 'مشروعا' لجيشه.
ولم تفض جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الأسابيع الأخيرة لوضع حد للحرب المتواصلة منذ ثلاث سنوات ونصف سنة إلى أي نتيجة تذكر.
وقتل عشرات آلاف الأشخاص خلال الحرب المتواصلة منذ ثلاث سنوات ونصف سنة والتي أجبرت الملايين على النزوح ودمّرت غالبية مناطق شرق وجنوب أوكرانيا، في نزاع هو الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.