اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٧ حزيران ٢٠٢٥
حدائق من الفن وتنوع بيئي ومواقع فريدة مغمورة تحت سطح البحر، حولت منطقة قاش التركية إلى واحدة من أهم وجهات الغوص في العالم تستقطب عشرات الآلاف الزوار سنويًا، من تركيا والعالم.
قاش الواقعة بولاية أنطاليا والمطلة على البحر المتوسط تتميز بمياهها النقية الصافية وتاريخها البحري الثري، فضلًا عن تنوع الحياة البحرية والمواقع الأثرية الغارقة.
مصور الأناضول محمود سردار ألاقوش، وثّق بعدسته عالم الأعماق البحرية في قاش، لينقل مشاهد تعكس جمال وتنوع البيئة البحرية في المنطقة.
ومن أبرز المعالم المغمورة تحت مياه بحر قاش، الطائرة الحربية الإيطالية التي أسقطت خلال الحرب العالمية الثانية أثناء قصفها قواعد بريطانية في جزيرة ميس اليونانية، إضافة إلى حطام سفينة 'أولوبورون' التي يقدر عمرها بـ 3 آلاف و300 عام.
كما أضيف إلى قائمة هذه المعالم العام الماضي طائرة شحن عسكرية من طراز 'دي – 47' تبرعت بها القوات الجوية التركية ليتم إغراقها خصيصًا لأغراض الغوص، إلى جانب دبابة عسكرية تزن 45 طنًا جرى غمرها في البحر قبل عامين.
ولا تقتصر المعالم على ذلك، إذ تضم المنطقة أيضًا العديد من الأطلال الأثرية والمكونات الطبيعية ومئات القطع البحرية المختلفة.
يخوض السياح القادمون إلى قاش تجارب غوص استثنائية، حيث يمكنهم استكشاف حطام السفن والطائرات، والسباحة بين أسراب الأسماك المتنوعة، والتعرف على الحياة البحرية عن قرب.
** الغوص.. قيمة عالمية متصاعدة
مدرب الغوص أرهان أونات، قال خلال حديثه للأناضول، إن قاش باتت من أهم الوجهات في تركيا لعشاق الغوص.
وأضاف: 'لدينا أكثر من 30 موقعًا مخصصًا للغوص في المنطقة، وأهم ما يميزنا هو قرب هذه النقاط من مركز المدينة، ما يسهل الوصول إليها'.
وأوضح أونات أن قاش لا تجذب الغواصين من داخل تركيا فقط، بل من مختلف أنحاء العالم أيضًا.
وتضم المنطقة وفق أونات العديد من مواقع الحطام مثل الدبابات والطائرات والسفن، بالإضافة إلى حديقة فنية تحت الماء.
فضلًا عن ذلك، هناك وادٍ بحري يُعد من بين أفضل 10 مواقع غوص في العالم، إلى جانب حطام سفن أصلية، وفق مدرب الغوص.
** استثمارات يمكن أن تحقق عوائد كبيرة
وأكد أونات أن الغوص بات قطاعًا متناميًا عالميًا، وأن دولا أدركت أهمية القطاع وبدأت بالاستثمار فيه، وحققت من خلاله عوائد اقتصادية كبيرة.
ويساهم السياح الذين يأتون إلى قاش بهدف الغوص في دعم الاقتصاد المحلي بشكل أكبر من غيرهم، وفق المدرب.
وشرح: 'السائح الذي يأتي للغوص يضخ في الاقتصاد المحلي ضعف ما ينفقه السائح العادي. لدينا في قاش نحو 20 قاربًا مخصصًا للغوص، ونستقبل ما يقارب 100 ألف غواص سنويًا، 70 بالمئة منهم حاصلون على شهادات غوص معتمدة. وهذه نسبة كبيرة على مستوى العالم'.
وفيما يتعلق بظاهرة ظهور أسماك القرش مؤخرًا في مياه المتوسط وإيجه، طمأن أونات الجميع بأنها ليست خطرة على البشر، مشيرًا إلى أن هذه الأنواع لا تقترب من أماكن تواجد الناس.
** مشاهدة من نافذة سفينة غارقة
من جانبه، قال الغواص والمدرب صاحب الرقم القياسي لذوي الأطراف المبتورة، أفق قوجاق، إن الغوص يمثل نوعًا من العلاج النفسي والتأمل الروحي.
وأضاف: 'كل منطقة في تركيا لها جمالها الخاص، لكن مشاهدة البحر من نافذة سفينة غارقة هو شعور لا يمكن وصفه بالكلمات. الجلوس بجوار حطام السفينة، ومراقبة الأسماك والغواصين وهم يسبحون حولك، تجربة مدهشة بالفعل'.
وتابع قوجاق: 'في قاش يمكنك رؤية جميع درجات اللون الأزرق. هنا يمكنك الغوص في البحر والخروج إلى السماء في مشهد متكامل'.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن قاش تضم أكبر عدد من مدربي الغوص المؤهلين في تركيا، وأن المنطقة أصبحت مركزًا رئيسيًا للغوص ليس فقط على مستوى تركيا، بل في المنطقة بأسرها.
يذكر أن عشاق التصوير في أعماق البحار ينظمون من حين لآخر العديد من عمليات الغوص سنويا، سواء بشكل فردي أو من خلال المشاركة في مسابقات، بهدف توثيق روائع أعماق البحر المتوسط الغني بتنوعه وجماله الفريد.
ومن أبرز الفعاليات في هذا المجال 'بطولة تركيا للتصوير تحت الماء 2024 Golden Palette'، التي تجمع هواة التصوير لاكتشاف قاع المتوسط عبر عدساتهم.
وأقيمت نسخة البطولة الأخيرة في منطقة قاش بين 3 و6 سبتمبر/ أيلول 2024 بمشاركة 22 رياضيا، قاموا بالغوص لالتقاط صور قد تؤهلهم للفوز بميداليات في فئتي التصوير الفوتوغرافي والفيديو.