اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٣ كانون الأول ٢٠٢٥
توصّلت دراسة حديثة بقيادة باحثين من جامعة إدنبرة أنّ المراهقين الذين يستخدمون خدمات الصحة النفسية والذين تناولوا دوكسيسيكلين، وهو مضاد حيوي شائع في علاج حب الشباب، كانوا أقل عرضة للإصابة بالفصام في مرحلة البلوغ مقارنة بمن تناولوا أنواعًا أخرى من المضادات الحيوية، بحسب الرجل.
ووفقًا للبحث الذي شمل أكثر من 56 ألف شخص ولدوا بين عامي 1987 و1997، انخفضت نسبة الإصابة بالفصام لدى مستخدمي الدوكسيسيكلين إلى 1.4%، مقابل 2.1% لدى الآخرين، أي بانخفاض يصل إلى 35%.
وتشير هذه النتائج، رغم عدم إثباتها لوجود علاقة سببية مباشرة، إلى تأثيرات محتملة لدوكسيسيكلين على الاستجابات المناعية والالتهابات الموت الخلوي المبرمج، مما قد يساهم في منع التغييرات العصبية المؤدية إلى الفصام.
ويُعرف الموت الخلوي المبرمج، بأنه عملية طبيعية منضبطة داخل الخلايا تؤدي إلى تدميرها بشكل منظم ومبرمج جينيًا، لحماية الجسم من الخلايا التالفة أو الزائدة، مع الحفاظ على توازن الأنسجة وصحتها العامة، بخلاف الموت الخلوي العشوائي الناتج عن إصابات خارجية.
ويُعد الفصام حالة نفسية خطيرة تصيب نحو 23 مليون شخص حول العالم، وغالبًا ما يتم تشخيصها في أواخر المراهقة أو العشرينيات من العمر.
ويمكن أن يظهر المرض فجأة مع نوبات ذهانية، وتشمل أعراضه الشائعة الأوهام المستمرة، والهلوسات، والتفكير المشوش، والاضطراب الشديد، أو الانعزال الاجتماعي.
وتُشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من ثلثي المصابين بالذهان، وهو حالة نفسية خطيرة تتميز بفقدان الاتصال بالواقع مع أعراض مثل الهلوسات والأوهام والتفكير المشوش، لا يتلقون رعاية نفسية متخصصة.
فوائد الدوكسيسيكلين المحتملة
ويُعد الدوكسيسيكلين مضادًا حيويًا واسع الطيف يُوصف غالبًا للمراهقين لعلاج حب الشباب الشائع، وقد أشارت دراسات حديثة إلى إمكانية امتلاكه خصائص وقائية عصبية، إذ يعبر حاجز الدم في الدماغ.
وفي عام 2024، أظهرت دراسة دنماركية ارتباط استخدام دوكسيسيكلين بانخفاض كبير في نسبة مرضى الفصام الذين يحصلون على معاشات الإعاقة، مما يدل على تأثير الدواء الإيجابي في تحسين جودة حياتهم.
وقاد الطبيب النفسي للأطفال والمراهقين إيان كيلهير من جامعة إدنبرة فريقًا دوليًا لتحليل بيانات الصحة الفنلندية، حيث وجد أن نصف حالات الاضطرابات الذهانية تقريبًا حدثت لدى أشخاص تلقوا خدمات نفسية في المراهقة.
ويُعتقد أن دوكسيسيكلين قد يساعد في إزالة عدوى تؤثر على الجسم والدماغ، أو يقلل من الالتهابات في الدماغ ويؤثر على طريقة تنظيم الخلايا العصبية.
وأظهرت دراسة عام 2019 أن دواء المينوسيكلين، وهو مضاد حيوي مشابه للدوكسيسيكلين، يقلل من تدمير الاتصالات بين خلايا الدماغ بشكل مفرط، وهو ما يرتبط بمرض الفصام.
ويؤكد كيلهير أن نصف المصابين بالفصام تلقوا خدمات صحة نفسية لمشكلات أخرى في مرحلة الطفولة والمراهقة، ولا توجد حاليًا تدخلات مثبتة لتقليل الخطر، مما يجعل هذه النتائج مثيرة للاهتمام.
ونُشرت الدراسة في مجلة 'الطب النفسي الأمريكية'، ويؤكد المؤلفون أن البيانات التي تم ملاحظتها لا توفر دليلاً قاطعًا على علاقة سببية، لكنها تثير إمكانية استخدام الدوكسيسيكلين لتقليل مخاطر الفصام لدى مرضى الخدمات النفسية في المراهقة.
وتفتح هذه الدراسة آفاقًا علاجية جديدة في أبحاث الوقاية من الأمراض النفسية؛ إذ يبرز البحث أهمية التدخل في مرحلة المراهقة، حيث يمكن لأدوية مثل الدوكسيسيكلين أن تحول دون تطور الحالة إلى فصام كامل.













































