من قصائد درويش إلى منبر الأمم المتحدة: فلسطين تُعانق الاعتراف الفرنسي

في خطوة تاريخية تحمل دلالات سياسية وإنسانية عميقة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن فرنسا اعترفت رسميًا بدولة فلسطين، مؤكدًا أن هذا القرار يأتي دعمًا لسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، وانسجامًا مع التزام باريس بالقانون الدولي وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.

77.235.62.132

وفي لحظة مؤثرة، استحضر ماكرون كلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش، قائلاً:

'على هذه الأرض ما يستحق الحياة: على هذه الأرض سيدة الأرض، أم البدايات أم النهايات. كانت تُسمّى فلسطين، صارت تُسمّى فلسطين. سيدتي: أستحق، لأنكِ سيدتي، أستحق الحياة.'

بهذا الاقتباس، ربط الرئيس الفرنسي بين الاعتراف السياسي والبعد الإنساني والثقافي للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الاعتراف ليس مجرد إجراء دبلوماسي، بل هو اعتراف بالهوية والحق والكرامة.

ويأتي هذا الإعلان في إطار تحرك دبلوماسي مشترك بين فرنسا والسعودية، حيث تتولى الدولتان رئاسة مؤتمر دولي على مستوى القادة لإعادة إطلاق حل الدولتين. وكان من المقرر عقد المؤتمر في يونيو الماضي، إلا أنه أُرجئ بسبب اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران. ومن المنتظر عقد اجتماع وزاري في نيويورك يومي 28 و29 يوليو لمتابعة هذا الملف.

وتُعد فرنسا أكبر وأقوى دولة أوروبية تعلن اعترافها بدولة فلسطين، لتنضم بذلك إلى أكثر من 142 دولة سبق أن اتخذت هذه الخطوة، وفقًا لإحصاءات وكالة الأنباء الفرنسية. وقد قوبل الإعلان الفرنسي بترحيب فلسطيني واسع، حيث وصف نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ القرار بأنه 'يمثل التزام فرنسا بالقانون الدولي'، موجّهًا الشكر للرئيس الفرنسي وللسعودية على جهودهما المشتركة.

في المقابل، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاعتراف الفرنسي يشكل 'تهديدًا وجوديًا' لإسرائيل، بينما وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الخطوة بأنها 'قرار متهور'، مؤكدًا رفض واشنطن لها.

وفي رسالة رسمية وجهها إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، شدد ماكرون على أن فرنسا تسعى من خلال هذه الخطوة إلى 'تقديم مساهمة حاسمة من أجل السلام في الشرق الأوسط'، مشيرًا إلى ضرورة بناء دولة فلسطينية قابلة للحياة، منزوعة السلاح، ومعترفة بإسرائيل، بما يضمن أمن واستقرار المنطقة.

ويأتي هذا التحرك الفرنسي في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث شدد ماكرون على 'الحاجة الملحة لإنهاء الحرب وإنقاذ المدنيين'، مؤكدًا أن الاعتراف بدولة فلسطين يمثل خطوة نحو تحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة.

أقراأيضا:بعد الاعتراف بدولة فلسطين رسميًا.. ‏ماكرون يهدد إسرائيل | المشهد اليمني