اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أعاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اهتمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ حرب السودان، بعد تقديمه إحاطة مفصلة حول تاريخ النزاع والفظائع التي يشهدها منذ اندلاع الحرب الأهلية. وأوضح ترامب أمام منتدى قادة الأعمال في واشنطن أن السعودية طلبت منه اتخاذ خطوات قوية لمعالجة الوضع الإنساني والسياسي في السودان، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستبدأ بالتحرك.
تعهد أمريكي بالتدخل
مثّل تعهد ترامب الأخير بالتدخل في حرب السودان منذ اندلاع القتال في أبريل 2023 خطوة غير مسبوقة، وأعاد ضخ طاقة دبلوماسية في صراع أودى بحياة نحو 400 ألف شخص وشرد 12 مليونًا، فيما تهدد المجاعة ملايين آخرين. وقد أعرب الفريق عبد الفتاح البرهان، القائد العسكري السوداني، عن شكره لترامب وولي العهد السعودي، في تحول مفاجئ عن موقفه السابق من جهود وقف إطلاق النار.
التنافسات الإقليمية وتأثيرها على الحرب
يؤكد المحللون أن حرب السودان مدفوعة جزئياً بالتنافس الإقليمي، إذ تربط التحالفات المعقدة شركاء الولايات المتحدة الرئيسيين بأطراف متعارضة في النزاع. وأوضح آلان بوسويل، مدير قسم القرن الإفريقي بمجموعة الأزمات الدولية، أن التدخل المباشر من القادة الأمريكيين والعرب قد يُحدث تغييرًا جذريًا في مسار الحرب، رغم أن رد فعل قوات الدعم السريع كان محدودًا، مما يشير إلى تحديات دبلوماسية مقبلة.
دور السعودية والإمارات في الملف السوداني
شهد انخراط ولي العهد السعودي في حرب السودان تصاعداً ملحوظاً، مدفوعاً بمخاوف أمنية واستراتيجية، خصوصاً بعد الفتور في العلاقات مع الإمارات وتنافسهما على النفوذ في البحر الأحمر والقرن الأفريقي. وقد استضاف بن سلمان الفريق البرهان في مكة المكرمة بعد استعادة الجيش السوداني أجزاء من الخرطوم، بينما تعرضت بورتسودان لهجوم بطائرات مسيرة، ما أبرز القدرات العسكرية لقوات الدعم السريع المدعومة خارجياً.
الموقف الأمريكي السابق وحدود النفوذ
يأتي اهتمام ترامب بـ حرب السودان بعد فشل إدارة بايدن في فرض ضغط مستدام على الأطراف المتحاربة، رغم الوساطات وعقوبات الإدارة على القادة العسكريين وإعلان إبادة جماعية في دارفور. وقد تولى مسعد بولس، مستشار ترامب للشؤون الأفريقية، جهود الوساطة منذ سبتمبر، مع سعي الرئيس السابق للتركيز على حماية المدنيين ووقف الفظائع الإنسانية.
الفظائع الجماعية وتداعياتها العالمية
تفاقمت الفظائع في الشهر الماضي مع اجتياح قوات الدعم السريع مدينة الفاشر في دارفور، حيث نفذت مجازر وعنفاً جنسياً وإعدامات جماعية، مما أثار انتباه المجتمع الدولي واهتمام ترامب شخصياً بالتحرك. ويواجه تدخل ترامب تحديات بسبب المصالح المتضاربة في الخليج وضعف آليات وزارة الخارجية الأمريكية، مع الحاجة لمبعوث قوي ومخول للتفاوض من أجل نجاح جهود السلام.
يشير محللون سودانيون إلى أن حرب السودان قد تتأثر بالمنافسات الإقليمية إذا لم يتم تعيين مبعوث أمريكي قوي، محذرين من أن تركيز ترامب على مصالح الدول العربية قد يطغى على حماية مصالح السودان الإنسانية. ويظل مستقبل التدخل الأمريكي غير محدد، لكنه يمثل خطوة محتملة لتقليص العنف وإحداث استقرار نسبي في البلاد.













































