«الغذاء والدواء» الأميركية توافق على لقاحات كورونا محدّثة مع قيود جديدة

وافقت «إدارة الغذاء والدواء» الأميركية، يوم الأربعاء، على لقاحات كورونا محدّثة لموسم الخريف، ولكن مع فرض قيود على الفئات التي يحق لها الحصول عليها، فيما يعدّ السياسة الأكثر تقييداً من جانب الحكومة الفيدرالية الأميركية منذ بدء إتاحة اللقاحات، حسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

سمحت الوكالة بإعطاء اللقاحات للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً وما فوق، نظراً لأنهم الأكثر عرضة للإصابة بحالات خطيرة من المرض. أما الفئات الأصغر سناً، فلن تكون مؤهلة إلا إذا كانت لديهم حالة صحية أساسية واحدة على الأقل تجعلهم عرضة للخطر. في المقابل، يمكن للأطفال الأصحاء دون سن الثامنة عشرة الحصول على اللقاح بعد استشارة طبيب.

لكن الراغبين في الحصول على اللقاحات سيواجهون عقبة إضافية، إذ لا بد من أن تصوّت لجنة استشارية مؤثرة تابعة لوكالة «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» للتوصية باستخدامها. غير أن تركيبة هذه اللجنة تغيّرت بعدما أقدم وزير الصحة الأميركي روبرت ف. كنيدي جونيور على إقصاء بعض الأعضاء، وتقليص حجم اللجنة، وإضافة معارضين للقاح كورونا.

وسيكون هذا أول موسم خريف - شتاء لا يُوصى فيه بلقاحات كورونا بشكل واسع لمعظم الناس والأطفال، ما يضع المسؤولين الصحيين الفيدراليين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مواجهة مع هيئات طبية وطنية تعارض هذه القيود.

في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال كنيدي إن هذه الموافقات حققت هدفين: إبقاء اللقاحات متاحة للراغبين بها، وإلزام الشركات بإجراء تجارب مضبوطة... وأشار إلى أن إحدى الدراسات الجديدة ستتناول «متلازمة ما بعد تلقي لقاح كورونا»، وهي حالة جرى رصدها في تقرير طبي أوّلي صغير، لكنها ما تزال موضع جدل واسع. وأضاف في منشوره على منصة «إكس»: «الشعب الأميركي طالب بالعلم والأمان والمنطق السليم، وهذا الإطار يحقق الثلاثة».

«حملة أوسع»

ويرى كثير من خبراء الصحة العامة أن هذه التغييرات تأتي ضمن حملة أوسع لكنيدي ضد بعض اللقاحات، وخصوصاً تركيزه على تكنولوجيا mRNA التي استُخدمت في الغالبية العظمى من الجرعات الممنوحة للأميركيين. وانتقد هؤلاء إلغاءه مؤخراً منحاً بقيمة 500 مليون دولار كانت مخصصة لدراسة لقاحات الإنفلونزا وكورونا، عادّين أن ذلك سيؤخر جهود تطوير علاجات أفضل ويجعل البلاد تعتمد على أساليب أبطأ وأقدم.

يشمل التفويض المحدود الجديد من «إدارة الغذاء والدواء»، لقاحين لكورونا مبنيين على تقنية mRNA. فقد حصل لقاح موديرنا على ترخيص للاستخدام لدى من هم في عمر 6 أشهر فما فوق ممّن يعانون حالات صحية، وجميع من تجاوزوا 65 عاماً. أما لقاح فايزر فقد أُجيز للفئة العمرية نفسها ابتداءً من عمر 5 سنوات. في الوقت نفسه، ألغت إدارة الغذاء تراخيص الاستخدام الطارئ للقاحات المخصّصة للأطفال، ما يجعل لقاح فايزر غير متاح لمن هم دون الخامسة.

ومن المتوقع أن تصدر لجنة وكالة «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها»، قرارها خلال شهر، وهو قرار قد يؤثر بشكل كبير على إتاحة اللقاحات في الصيدليات، التي أصبحت المكان الأكثر سهولة للحصول عليها.

إلى جانب هذه القيود الجديدة، يعبّر عدد من الصيادلة الأميركيين عن قلقهم حيال دورهم في ظل هذه المرحلة من تزايد القيود على التطعيم. وقال مايكل أوسترولم، عالم الأوبئة في جامعة مينيسوتا: «أسمع من صيادلة يخشون أن يجدوا أنفسهم عرضة للمساءلة القانونية إذا قدّموا اللقاحات. لقد خلقنا بيئة خوف حول إعطاء اللقاحات، وهذا ما أسمعه كثيراً».