اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في حديث يكشف النقاب عن واحدة من أكثر المشكلات الصحية إحراجًا، أوضح الدكتور سعود الشهري أن رائحة الفم الكريهة، التي يعاني منها الكثيرون، قد تكون مجرد عَرَض لمشكلة صحية أعمق وأكثر تعقيدًا من مجرد إهمال نظافة الفم. وفي فيديو توعوي انتشر على نطاق واسع، دعا الطبيب إلى النظر إلى هذه الظاهرة من منظور أوسع، مؤكدًا أن حلها يكمن في تشخيص السبب الجذري.
بدأ الدكتور الشهري حديثه بالأسباب الأكثر شيوعًا وارتباطًا بالذهن، وهي تلك المتعلقة بصحة الفم مباشرة. وقال إن أمراض اللثة، التي تسبب التهابًا ونزيفًا، تُعد بيئة خصبة للبكتيريا المسببة للرائحة. كما أشار إلى أهمية تنظيف اللسان، حيث يمكن أن تتراكم بقايا الطعام والبكتيريا على سطحه، بالإضافة إلى مشاكل اللوزتين التي قد تحتجز مواد صلبة تُعرف بـ 'حصوات اللوزتين' تطلق روائح كريهة. ولا يغفل عن دور مشاكل الأسنان نفسها، كالتسوس والخراج، في إصدار هذه الروائح.
ما وراء الفم: الجهاز الهضمي بطل القصة
غير أن الجزء الأهم من كشف الدكتور الشهري تمثل في ربط رائحة الفم بمشاكل داخلية، وعلى رأسها اضطرابات الجهاز الهضمي. وأوضح أن الارتجاع المريئي المزمن يعد أحد 'المذنبين' الرئيسيين، حيث تسمح الحالة للأحماض والطعام جزئيًا بالعودة من المعدة إلى المريء والفم، تاركة وراءها رائحة حامضة ومزعجة.
كما أضاف أن فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، واضطرابات القولون مثل متلازمة القولون العصبي، يمكن أن تنتج غازات معينة يتم امتصاصها في الدم والتخلص منها عبر الرئتين، مما يؤثر على رائحة النفس.
مؤشرات لأمراض عضوية وأدوار خفية
وسع الطبيب دائرة الأسباب لتشمل أمراضًا عضوية خطيرة. فحذر من أن أمراض الكلى المتقدمة يمكن أن تسبب رائحة تشبه رائحة الأمونيا أو الأسماك، بينما قد تؤدي أمراض الكبد الحادة إلى ظهور رائحة حلوة ومشابهة للعفن.
من جانب آخر، نوه الدكتور الشهري إلى عوامل أخرى لا تقل أهمية، منها:
التدخين والسكري: عوامل خطيرة ومؤثرة
وخصص الدكتور الشهري جزءًا من حديثه لعوامل نمط الحياة، حيث أكد أن التدخين لا يسبب رائحة كريهة فحسب، بل يجفف الفم ويزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة. كما أن استهلاك الكحول له تأثير مماثل. أما بالنسبة لمرضى السكري، فأوضح أن عدم السيطرة على مستويات السكر في الدم يمكن أن يؤدي إلى حالة تُعرف بـ 'الحماض الكيتوني'، والتي تتميز برائحة الفم المشابهة لرائحة الأسيتون أو 'مزيل طلاء الأظافر'.
وفي ختام حديثه، ختم الدكتور سعود الشهري بتأكيد صريح على أن محاولة إخفاء رائحة الفم بالغسول والنعناع لا يعد حلاً دائمًا. وشدد على أن الطبيب هو الشخص الوحيد القادر على تحديد السبب الحقيقي وراء المشكلة، سواء كان فمويًا أو مرتبطًا بحالة صحية أخرى، ومن ثم وصف العلاج المناسب الذي يهدف إلى معالجة السبب الجذري، وليس مجرد إخفاء العرض.













































