اخبار اليمن
موقع كل يوم -الثورة نت
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
الثورة /يحيى الربيعي
يشهد الريال اليمني في مناطق سيطرة حكومة المرتزقة، تدهورًا قياسيًا غير مسبوق، وسط حالة من الغليان الشعبي واتهامات مباشرة للتحالف والفصائل المأساوية التابعة للإمارات والسعودية بتعميق الأزمة الاقتصادية ودفع البلاد نحو هاوية الانهيار الشامل.
وبحسب مؤشرات مصرفية حديثة، فقد تجاوز سعر صرف الدولار حاجز ٢٨٠٠ ريال، بينما تخطى الريال السعودي ٧٣٠ ريالاً، وهو أعلى مستوى انهيار تسجله العملة الوطنية منذ اندلاع حرب التحالف على اليمن في العام ٢٠١٥، حين كان الدولار يعادل نحو ٢٢٠ ريالاً فقط.
سياسات ممنهجة
ويرى خبراء اقتصاديون أن هذا الانهيار لم يعد ناتجًا فقط عن تبعات الحرب، بل يعكس سياسات “ممنهجة” تستهدف ضرب البنية الاقتصادية والاجتماعية للمناطق الخاضعة لسلطة المرتزقة في عدن والمحافظات المحتلة، مشيرين إلى أن هذه السياسات تخدم التحالف ذاته، وتسعى لتجويع السكان وتهجير الكفاءات وتفكيك مؤسسات الدولة.
في المقابل، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بموجة غضب واسعة، حيث اعتبر ناشطون أن حكومة عدن وما يسمى المجلس الرئاسي باتا فاقدين للشرعية الشعبية، واتهموهما بالفشل الكامل في إدارة الاقتصاد وتوفير الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها صرف المرتبات وضبط السوق.
وفي ظل تفاقم الأزمة، تتصاعد دعوات في المحافظات الجنوبية للخروج في انتفاضة شعبية شاملة، رفضًا للغلاء وتردي المعيشة والانهيار التام في قطاعات التعليم والصحة، وسط صمت رسمي وغياب أي بوادر حل.
تحذيرات
ويحذر مراقبون من أن استمرار التدهور الاقتصادي، مع اتساع رقعة الاحتقان الاجتماعي، قد يقود إلى انفجار شعبي كبير في قادم الأيام، خصوصًا مع تراجع ثقة الشارع بجميع الأجسام السياسية والسلطات المحلية الموالية للتحالف، التي يتهمها المواطنون بالارتهان الكامل للخارج وعجزها عن حماية لقمة عيش الناس.
وتشهد مدينة عدن، الخاضعة لسيطرة الحكومة الموالية لتحالف العدوان، حالة من القلق المتصاعد بعد تسجيل تزايد ملحوظ في إصابة الأطفال بمرض غامض خلال الأيام الماضية، وسط عجز واضح في المنظومة الصحية وانهيار شبه كامل في الخدمات الطبية.
وكشفت مصادر طبية عن ظهور عشرات الحالات في عدد من مناطق المدينة، حيث تبدأ أعراض المرض بارتفاع حاد في درجات الحرارة، يرافقه طفح جلدي، صداع، وإعياء شديد، مشيرة إلى أن الحالات المسجلة حتى الآن تتركز بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وعشر سنوات.
وأفادت التقارير بأن المستشفيات والمراكز الصحية في عدن باتت تعاني ازدحاماً غير مسبوق نتيجة توافد الأهالي بمرضاهم، في ظل افتقار المنشآت الطبية للإمكانات اللازمة للتشخيص أو العلاج.
ويأتي هذا التطور الصحي في ظل ظروف إنسانية صعبة تشهدها المحافظة المحتلة، حيث تعاني من تدهور مريع في البنية التحتية الصحية والاقتصادية، ما أسفر عن تفشي أمراض قاتلة كالكوليرا والحصبة في السنوات الأخيرة، وسط صمت رسمي وعجز حكومة عدن في توفير أبسط الخدمات الأساسية للسكان، خصوصاً الأطفال الذين يشكّلون الشريحة الأكثر تضرراً.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد السخط الشعبي في عدن، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية، وغياب أي حلول من قبل حكومة المرتزقة بعدن، ما ينذر بانفجار شعبي واسع إذا استمر هذا النهج القمعي، على حد تعبير ناشطين.