كيف تدعم العمليات اليمنية خيار بقاء المقاومة الفلسطينية وسلاحها؟

يواصل العدو الإسرائيلي مساعيه لنزع سلاح المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس مستنداً إلى دعم سياسي وأمني من محور التطبيع العربي المتمثل في الإمارات ومصر والأردن وبمباركة سعودية ضمنية في محاولة لفرض معادلة جديدة تهيئ الظروف لفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني وفرض ترتيبات أمنية تخدم تمدد الاحتلال على حساب الحق الفلسطيني.

صلاح الدين بن علي – الخبر اليمني:

كلّ هذا يتزامن مع تصعيد غير مسبوق في وتيرة العدوان على غزة حيث يواجه السكان حرب إبادة ممنهجة تقوم في مفاعليها على جرائم القتل الجماعي المباشر والتجويع الشامل وإعادة تشكيل الهوية النفسية لتحقيق هدف مركزي يتمثل في كسر إرادة المقاومة وتجريدها من عمقها الشعبي.

في هذا السياق ومن حيث المزامنة جاءت العمليات اليمنية الأخيرة بما فيها تلك التي نفذتها قوات صنعاء مساء اليوم الأحد ضد أهداف إسرائيلية في يافا وعسقلان وميناء حيفا لتؤكد في مدلولاتها أن سلاح المقاومة الفلسطينية لم يعد قضية محلية يمكن تصفيتها بقرار إسرائيلي أو تفاهم إقليمي بل أصبح جزءاً من منظومة دعم إقليمية تتوسع في التأثير والمشاركة.

إن تصاعد الضربات اليمنية في هذا التوقيت يعكس حقيقة انتقال جبهة اليمن من مجرد جبهة إسناد إلى جبهة مواجهة متقدمة تشتت جهود العدو الإسرائيلي وتفتح معادلات جديدة في ميدان الصراع وهو ما يمنح المقاومة الفلسطينية مساحة أوسع للمناورة ويعزز موقفها الثابت من سلاحها.

إن العمليات اليمنية المتصاعدة طوال الفترة الماضية شكلت رسالة سياسية وعسكرية واضحة تفيد بأن سلاح المقاومة خيار استراتيجي يحظى بدعم إقليمي وأن استهدافه سيؤدي إلى توسع جبهات المواجهة أكثر وأكثر بدلاً من حصرها في إطارها الحالي.

ومن خلال هذا التصعيد المقصود لعملياتها تؤكد صنعاء أن سلاح المقاومة الفلسطينية لم يعد ملفاً محصوراً بمسار تفاوضي أو بترتيبات أمنية بل بات عنصراً محورياً في معادلة ردع إقليمية متطورة حيث تشكل اليمن أحد أعمدتها المتقدمة بما يعيد رسم موازين القوى في المنطقة ويمنح المقاومة الفلسطينية بعداً أعمق في معركتها الوجودية مع العدو الإسرائيلي انطلاقاً من حقيقة امتلاكها لعناصر القوة الميدانية وفي المقدمة سلاحها.