أفضل الهوايات التي تغير حياة المراهق

تعتبر المراهقة مرحلة تحوُّل سريع جسدياً، نفسياً واجتماعياً، والهوايات التي يمارسها المراهق في هذه المرحلة، ليست «مجرد ملء وقت فراغ» بل أدوات قوية تشكّل شخصية المراهق، تبني مهاراته، وتفتح أمامه أبواباً مستقبلية. في هذا الموضوع يعرض الخبراء والمتخصصون، لأفضل الهوايات التي يمكن أن تغيّر حياة المراهق، ولماذا تفيده، وكيف يبدأ فيها خطوة بخطوة، أمثلة عملية، ونصائح للمراهقين لتحويل الهواية إلى مشروع صغير إن كان ذلك ممكناً، بحسب سيدتي.

تعلم ممارسة الهواية تقبل الفشل والمواصلة بعد الخسارة وعدم الغيرة من نجاح الآخرين (الهواية تعمل على بناء شخصية المراهق إذ يجد نفسه في الهواية، كما تجعل لديه ثقة بنفسه كونه قادراً على فعل شيء مختلف، ولأن الهواية تخلق فرصة للنجاح في مجال خارج التعليم تصبح شخصية المراهق أقوى وتزيد من تقديره لذاته ويصير قادراً على وضع أهداف وتحقيقها)، فهي تعمل على النقاط الآتية:

الهواية تمنح المراهق مساحة لاكتشاف ميوله وقيمه بعيداً عن ضغوط المدرسة أو توقعات الأهل.

تعوّد المراهق على التنظيم، والإصرار، حل المشكلات، والعمل الجماعي.

تشغل التفكير بنشاط بنّاء وتقلّل التوتر والقلق، وهذا ما يحقق خطوات مهمة في الصحة النفسية.

قد تقود الهوايات إلى منح دراسية، وظائف، أو مشاريع تجارية مبكرة، وهذا يفسح المجال أمام فرص مستقبلية.

كيف يختار المراهق الهواية المناسبة؟

علميه أن يجرب عدة أشياء، وألا يلتزم بإحداها فوراً. دعيه يجرّب ورشة، فصلاً، أو فيديو تعليمياً لأسبوعين، ثم راقبي ميوله.

راقبي مدة اهتمام بالهواية، هل لا يزال يهتم بها بعد شهرين؟ إذا نعم، فهناك احتمالية قوية أنها مناسبة.

وفري له الوقت، بتوازن، وتأكدي هل يمكن مزج الهواية مع الدراسة؟ الأفضل ألا تكون مضغوطة لدرجة تؤثر على وقت التحصيل المدرسي.

ادفعيه للبحث عن المتعة والتحدي، فالهواية المثالية تجمع بين متعة حقيقية وتحدٍ يعزز النمو.

إليك بعض الهوايات التي تغير حياة المراهق

سواء كانت (اليوميات، الخواطر، القصص القصيرة)، فهي تقوّي التفكير النقدي واللغة والتعبير، والكتابة تُعدُّ منفذاً لمعالجة المشاعر وبناء ذاكرة سردية قوية — مهارة مهمة للدراسة والمقابلات المستقبلية.

كيف يبدأ المراهق عملياً بهواية القراءة والكتابة؟

اليوميات: علميه التزام 10 دقائق يومياً لكتابة أحداث اليوم ومشاعرها.

الخواطر: ادفعيه لمحاولة كتابة فكرة قصيرة أو بيتين عن موضوع معين (خسارة، فرح، حلم).

القصص القصيرة: شجعيه لرسم خطة بسيطة: شخصية + مشكلة + حل. كتابة مسودة أولى ثم مراجعتها.

خطة تدريبية أولية (شهر):

الأسبوع 1: يوميات يومية + قراءة قصة قصيرة كل يومين.

الأسبوع 2: كتابة خاطرة كل يومين + تلخيص كتاب أو مقال.

الأسبوع 3: كتابة قصة قصيرة (500-1000 كلمة) والعمل على مراجعتها.

الأسبوع 4: مشاركة نص واحد مع صديق أو معلم لأخذ ملاحظات.

نصائح لتطوير موهبة القراءة والكتابة

الانضمام إلى نادي قراءة/كتابة محلي أو عبر الإنترنت، حيث يعتبر القارئ قراءة كتاب تجربة مؤثرة يرغب بمشاركتها مع غيره من أقارب وأصدقاء ومعارف، ولكن هؤلاء قد لا يكونون مهتمين بالكتب بالضرورة، وإن كانوا مهتمين فلا تتأتى لهم قراءة الكتاب الذي قرأته دائماً. أما في نادي القراءة فالجميع يقرأ الكتاب نفسه، ويبحرون في التجربة نفسها، ويعلون أمواجها ويرسون على شواطئها معاً.

قراءة نصوص متنوعة (نثر وشعر ومقالات)، فهي فنون تفسح المجال للتعبير عن المشاعر والأفكار بأسلوبٍ موزون ومقفّى، ما يؤثر في النفس الإنسانية، ويتميّز الشعر عن النثر بوجود الوزن والقافية، بالإضافة إلى استخدام المُحسنات البديعية والصور البيانية التي تُضفي على النصّ جماله وبلاغته، ولا تقتصر قيمة هذه الأنماط الأدبية على الجمال اللغوي والأسلوب البياني فحسب، بل تمتد لتشمل فوائد جمة تعود على دراسة بالمنفعة والفائدة. لتحسين الأسلوب.

ادفعيه للمشاركة في مسابقات محلية أو مدونات للشباب، إذ يعد التعلم من خلال المسابقات وسيلة فعالة لتحقيق هذا الهدف. إنها تعزز التفكير الإبداعي والعمل الجماعي بين الطلاب، بالإضافة إلى تعزيز التحفيز والتفاعل الإيجابي مع المواد الدراسية. يتيح للطلاب فرصة تطبيق المفاهيم النظرية بطريقة عملية وتحفيزهم لاكتساب مهارات جديدة من خلال التحديات والمنافسات. يُظهر الطلاب إبداعهم وقدرتهم على التفكير النقدي والتعامل مع المشكلات بطريقة مبتكرة، مما يساهم في تحسين أدائهم الأكاديمي وتطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية. بهذه الطريقة، يمكن للمسابقات أن تلعب دوراً رئيسياً في تحسين جودة التعليم وتحفيز الطلاب على الاستمرار في السعي نحو المعرفة والتفوق.

هذه الهواية تنمي التركيز لدى المراهقين الشباب، وتزرع لديه حب الانضباط، وتقوي الذاكرة، والموسيقى وسيلة قوية للتعبير العاطفي والتواصل غير اللفظي، حيث تعلم آلة أو الغناء تعزيز الثقة بالنفس ما يخلق فرصاً اجتماعية (فرق، حفلات مدرسية).

كيف يبدأ المراهق عملياً بهواية الموسيقى والغناء؟

ادفعيه لاختيار آلة تجذبه (بيانو، جيتار، طبول، كمان...) أو الانخراط في صفوف غناء.

وفري له جلسات قصيرة يومية (20–30 دقيقة أفضل من جلسة واحدة طويلة).

شجعيه لتعلم أساسيات (نوتة، إيقاع، تمارين أصابع) ثم ربط ما يتعلم بأغانٍ يحبها.

خطة تدريبية أولية (٣ أشهر) لتعلم هواية الموسيقى والعزف:

الشهر 1: أساسيات وممارسة يومية 20 دقيقة.

الشهر 2: تعلم أغنية بسيطة وتسجيل التقدم.

الشهر 3: الانضمام لورشة أداء بسيط أو عزف مع صديق.

نصائح عملية لتطوير هواية الموسيقى والغناء

سجل فيديوهات قصيرة لتقييم التقدّم.

ادفعي ابنك لحضور حفلات محلية أو مشاهدة دروس مباشرة للحصول على إلهام.

إذا رغِب: افسحي له المجال لتكوين فرقة صغيرة مع أصدقاء لتجربة الأداء الجماعي.

تعلّم هواية التصوير الفوتوغرافي عند الأطفال الملاحظة: الضوء، التكوين، القصة خلف الصورة، إضافة إلى أنها وسيلة للتعبير عن الهوية وإيصال رسالة بسرعة وقوة، والعمل على تطوير حس جمالي ومهارات تقنية (تحرير الصور، استخدام كاميرا).

كيف يبدأ المراهق عملياً بهواية التصوير الفوتوغرافي؟

لا يحتاج كاميرا باهظة، بل هاتفاً ذكياً جيداً يكفي كبداية.

عليه تعلم القواعد الأساسية: قاعدة الأثلاث، التعريض، التركيز، زوايا التصوير.

ادفعيه لمواجهة تحدّيات صغيرة: يوم يصور «تفصيل» واحد، يوم «أشخاص»، يوم «مناظر».

خطة تدريبية أولية (٦ أسابيع) لتعلم التصوير الفوتوغرافي:

الأسابيع 1–2: تعلم أساسيات التصوير والتطبيق العملي يومياً.

الأسابيع 3–4: التصوير وفق مواضيع (طبيعة، مدينة، بورتريه).

الأسابيع 5–6: تعلّم تحرير بسيط للصور ومشاركة مجموعة مختارة لأخذ رأي الآخرين.

نصائح تطويرية لتعلم هواية التصوير الفوتوغرافي

ادفعيه لمتابعة حسابات مصورين ملهمين (من دون مقارنة سلبية)، فهذا يعلم المراهق التواصل وتسجيل اللحظات العابرة . على سبيل المثال، إذا كنتَ المؤثر مصوراً صحفياً من المدينة، فسيتم حفظ أعمالك في الأرشيف لفترة طويلة بعد نشرها لأول مرة. ستوفر هذه الصور للأجيال القادمة رؤيةً للماضي، ربما بعد 50 عاماً من الآن.

ادفعيه للمشاركة في معارض أو مجموعات محلية لعرض أعمال بسيطة، حيث تكمن أهمية المشاركة في معارض التصوير في بناء السمعة والاعتراف، والتعرف إلى السوق المستهدف وتوسيع قاعدة العملاء، وتحقيق أهداف مالية وتسويقية، وتطوير المهارات، والتواصل المباشر مع الجمهور والعملاء. فالمعارض توفر منصة لعرض الأعمال الفنية، وتلقي الملاحظات، وبناء العلاقات المهنية، والمساهمة في نشر الوعي الثقافي والاجتماعي من خلال الصور.

ادفعيه لتعلّم أساسيات تحرير الصور لتحسين العرض النهائي، حيث يساعد التحرير على ضبط الصورة والحصول على أفضل صورة ممكنة ، أقرب ما تكون إلى ما تخيله المراهق عند التقاطها (أو ربما أفضل). إذ يستطيع المصورون المتخصصون صقل الأسلوب الشخصي للمراهق

يمكن تحقيق ذلك بخطوات عملية:

اختبار الفكرة البسيط، من خلال عرض خدمات/منتجات قليلة بتكلفة منخفضة على الأهل والأصدقاء (قصص قصيرة مدفوعة، صور بورتريه، دروس موسيقى قصيرة).

عليه تعلم أساسيات التسويق البسيط: تصوير جيد لمنتجك/خدمتك، وصف موجز، وسعر مبدئي.

علميه متابعة قنوات البيع، من خلال كسب العملاء أو استخدم مجموعات محلية/إعلانات بسيطة على وسائل التواصل.

إتقان إدارة بسيطة، كأن يحتفظ المراهق بسجل دخل ومصاريف صغير، حدّدي له أوقات العمل حتى لا تؤثر الدراسة.

التدرّج: بعد نجاح صغير، يمكن السماح له بتوسّيع العروض أو زيادة الجودة — مثال: تحويل مجموع نصوص إلى كتاب إلكتروني، أو تقديم جلسات تصوير احترافية لعائلته.

هوايات أخرى ذات تأثير كبير على حياة المراهق

الرياضة الجماعية والفردية: لبناء الانضباط والعمل الجماعي.

البرمجة وتطوير الألعاب: تنمية المنطق وحل المشكلات وفرص مستقبلية للمراهق.

الطهي والخبز: مهارة للحياة وثقة بالنفس وإمكانات ريادية.

التطوع: تمنح إحساساً بالمعنى والمسؤولية الاجتماعية.

نصائح للأهل ودورهم الداعم في اختيار المراهق لهوايته

قدّموا التشجيع العملي، أدوات بسيطة، وقت، أو ورشة تعريفية.

لا تفرِضوا أنفسكم، الضغط يقتل المتعة. بدلاً من ذلك اسألوا عن اهتمامات ابنكم واعرضوا دعماً لا إجباراً.

ساعدوا في تنظيم وقت المراهق: وضبط التوقعات (الهواية ليست وظيفة بعد!).

علموه الالتزام بخطة قصيرة للتطبيق، كتخصيص 20–30 دقيقة يومياً لكل هواية خلال 6 أسابيع

بعد 4 أسابيع، قوموا بالتقييم، لتعرفوا هل استمر الاهتمام؟ هل هناك تقدم ملحوظ؟

إذا نعم، ضعوا خطة تطوير لابنكم المراهق مثل (دورات قصيرة، مجموعات، مشروع بسيط للبيع).