اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
في خطوة جديدة تكشف طبيعة مشروعها المشبوه، أقدم حزب الإصلاح الإخواني على تنظيم فعالية سياسية في محافظة حضرموت تحت لافتة مزدوجة تجمع بين ذكرى تأسيس الحزب وما يسمى بذكرى 'ثورة 26 سبتمبر'.
هذا التحرك لم يكن مجرد نشاط احتفالي عابر، بل يمثل استفزازًا متعمدًا للجنوب وأهله، وتدخلًا مرفوضًا في شؤونهم، إذ يسعى الحزب إلى فرض سردية سياسية لا تمت بصلة إلى وجدان الشارع الجنوبي ولا إلى مساره التاريخي.
لقد دأب حزب الإصلاح على استخدام المناسبات ذات الطابع اليمني كأداة لتمرير أجندته، محاولًا إلصاقها بالجنوب وفرضها على ساحته.
غير أن أبناء حضرموت والجنوب عمومًا ينظرون إلى هذه التحركات باعتبارها تزييفًا لإرادتهم، ومحاولة بائسة لإحياء نفوذ فقد مبرراته ومكانه.
فالجنوب الذي قدّم تضحيات جسيمة من أجل استعادة دولته وحقوقه، لا يمكن أن يقبل أن تُستغل أرضه لإحياء مشاريع سياسية لا تمثل إلا قلة مرتبطة بمصالح خارجية.
حزب الإصلاح يعجز عن قراءة التحولات الجارية، لا سيما أن الجنوب أصبح حاضرًا بقوة على الساحة الدولية عبر قيادته السياسية ومؤسساته، وأضحى صوته يُسمع في المحافل الكبرى.
في المقابل، يبحث الحزب عن متنفس عبر فعاليات استعراضية فارغة، متجاهلًا أن هذه المحاولات لا تعبر عن وجدان حضرموت ولا عن طموحات أبنائها.
المشكلة الأعمق أن مثل هذه الأنشطة لا تُقرأ إلا كتدخل سياسي سافر، هدفه التشويش على المشروع الوطني الجنوبي، وإظهار صورة مغلوطة أمام الرأي العام الإقليمي والدولي.
لكن الحقيقة أن هذه المحاولات لن تغير من الواقع شيئًا، فالجنوب اليوم يملك قراره، ويحمل رؤية واضحة لمستقبله، ويقف على أرضية صلبة من التماسك الشعبي والسياسي.
ما قام به حزب الإصلاح لا يعدو كونه استفزازًا سياسيًا وإعلاميًا، يهدف إلى إثبات حضور متآكل على حساب الجنوب.
غير أن الرسالة التي تخرج من الميدان واضحة: وهي أن الجنوب ماضٍ في مشروعه التحرري واستعادة دولته، وصوت شعبه هو الوحيد الذي يعبر عن مستقبله، أما كل محاولات الإقحام والتزييف فلن تجد سوى الرفض والتنديد.