اخبار اليمن
موقع كل يوم -الخبر اليمني
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
بعد سنوات من الحرب الاقتصادية، والتي لم تستثني العملة المحلية، قررت صنعاء أخيرا تجديد عملتها بفئات قديمة، لكن خلافا لعملية الطباعة التي أجرتها حكومة التحالف بعدن، يبدو بان العملة في مناطق صنعاء تتجه لعافي اكبر مقارنة بالانهيار الذي احدثته عدن.
خاص – الخبر اليمني:
بالنسبة لحرب العملة بدأت مبكرا بالتوازي مع العسكرية التي قادتها السعودية والامارات في العام 2015.
وبرز استهداف العملة جليا بقرار المخلوع هادي نقل البنك المركزي إلى عدن في العام الذي يليها.
وقد الحق القرار ضرر كبير بالعملة المحلية مع توقف الدورة المالية الخاصة بصرف المرتبات وتحويل عائدات الثروات السيادية لليمن بمن فيها النفط والغاز إلى حسابات بالبنك الأهلي السعودي لتمويل الحرب على اليمن ومنح القليل منه للقوى اليمنية الموالية للتحالف لشرعنتها.
وخلال الأشهر التي تلت نقل البنك المركزي من صنعاء شرعت حكومة عدن بداء بقيادة بن دغر ومن خلفه معين عبدالملك بطباعة تريليونات من العملات الجديدة بفئات مختلفة وكبيرة وصلت إلى الف ريال.
وتمت الطباعة خارج نطاق التغطية المالية ما تسبب بانهيار كبير للعملة وقد اقتربت أسعار صرف الدولار حاليا من حاجز الثلاثة الف ريال.
كانت الطباعة في عدن غير مسؤولة وتركز على اثراء المسؤولين بعيدا عن تبعاته تجاه المواطن البسيط وقد اضطرت حكومة عدن في مرات عدة لمحاولة تخفيف تداعيات الطباعة الكارثية سواء بسحب فئات المئتان وخمسين ، لكنها لم تنجح في احتواء الانهيار، واليوم باتت تدرس طباعة عملة جديدة من فئة 5 الف ريال مع اقتراب الدولار منها.
وخلافا لعدن، ظلت صنعاء تدير الوضع بذكاء وهم وطني كبير، فرغ تكدس مليارات الريالات من الأوراق التالفة من مختلف الفئات لم تنجر صنعاء لطباعة جديدة بديلة ورغم طباعة فئات كالميتي ريال، وفق البنك المركزي، الا انها ظلت تمنح فرصة لتنفيذ اتفاق حفاظا على استقرار العملة.
اليوم وبعد سنوات من الحرب على العملة، قررت صنعاء أخير خوض غمارها لكن بدرجة عالية من الذكاء والحس الوطني ورغم إمكانية طباعتها لتريليونات الريالات ومن فئات مختلفة في ظل مؤشر استقرار العملة عند اقل من ربع قيمتها في مناطق التحالف جنوب اليمن الا انها اختارت استبدال التالف فقط وبحدود معينة وبما لا يؤثر على العملة وربما بما يدفع نحو تعافي اكثر في ضوء اختيارها للفئات الصغيرة .
بين طريقة عدن وصنعاء لطباعة الأوراق تنكشف الدولة والحس الوطني وتحمل هم المواطن، فصنعاء اختارت الانحياز للناس بينما اختار مسؤولي التحالف في عدن الأرصدة والعقارات ، فاستقرت صنعاء وانهارت عدن.