اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٩ حزيران ٢٠٢٥
هايل علي المذابي - في منشور عن 'حصان طروادة' بأحد قروبات السوشل ميديا وأنه لم يكن حصانا بل كان ذلك لخطأ في الترجمة وقبل التعليق عليه أنشر نصه للقارئ الكريم، يقول:
'حصان طروادة' لم يكن حصانًا أبدًا؟ نظرية جديدة تقلب الأسطورة رأسًا على عقب!
هل من الممكن أن أشهر خدعة في التاريخ لم تكن حصانًا خشبيًا على الإطلاق؟
وفقًا لنظرية حديثة، 'حصان طروادة' لم يكن حصانًا، بل سفينة حربية فينيقية تُدعى 'Hippos' — والكلمة باليونانية تعني أيضًا 'حصان'.
الباحث الإيطالي فرانشيسكو تيبوني، أستاذ الآثار البحرية بجامعة إيكس مرسيليا، يرى أن الخطأ بدأ من مترجم قديم، ربما من العصور الوسطى، خلط بين 'hippos' كـ'سفينة' و'hippos' كـ'حصان'.
ومن هنا وُلدت أسطورة الحصان الخشبي الذي خدع الطرواديين!
السفينة التي أُسيء فهمها
كانت هناك سفن حربية فينيقية شهيرة تُزيَّن بشكل رأس حصان عند المقدمة.
تقديم سفينة مليئة بالهدايا كقربان للآلهة أو عربون انسحاب كان أمرًا شائعًا في العصور القديمة.
استلام الطرواديين للسفينة على الشاطئ لم يكن تصرفًا غبيًا، بل مفهوم تمامًا ضمن الطقوس العسكرية والدينية.
فكرة إخفاء جنود داخل سفينة؟ أكثر منطقية بكثير من وضعهم داخل حصان خشبي عملاق يُسحب إلى داخل الأسوار!
هل تدعم الأدلة ذلك؟
بعض علماء اللغة والمؤرخين البحريين أبدوا اهتمامًا شديدًا، واعتبروا النظرية مقنعة لغويًا وتاريخيًا.
لكن الكلاسيكيين المحافظين في الجامعات الكبرى تحفظوا، معتبرينها نظرية مثيرة لكنها تفتقر إلى الأدلة الأثرية الحاسمة.
وهل هذا أول خطأ في الترجمة؟
تيبوني يُذكّرنا بقصة مماثلة في الإنجيل:
'أسهل أن يدخل الجمل من ثقب الإبرة…'
تبدو غريبة، أليس كذلك؟
لكن كلمة 'gamal' في الآرامية تعني 'جمل' وأيضًا 'حبل غليظ'، وكذلك في اليونانية 'kamelon' و'kamilon'.
أي أن الخطأ قد يكون مجرد خلل في الترجمة!
هل علينا إعادة قراءة الإلياذة؟
ربما.
فأسطورة 'حصان طروادة' التي حيرتنا لقرون، والتي ألهمت الأدب والفن والسياسة، قد تكون قائمة على سوء فهم بسيط لكلمة واحدة.
ليس من الضروري أن يكون التاريخ كما رواه هوميروس... ربما علينا فقط الاستماع جيدًا لما كانت الكلمة تعنيه حقًا.
تعليقا على هذا أقول:
ربما أن ثمة خطأ في الترجمة بالفعل، لولا أن القيمة الرمزية في مصطلح حصان طروادة وما جادت به عموما تلك الحرب من رموز مثل عقب أخيل وغيره أرحب أفقا وأكثر إتساعا في المعنى وهو ما يمكن نقله بسهولة من مربع تلك الحرب إلى مربعات أخرى أبعد زمانا ومكانا ومجالا .... فمثلا سنجد أن مفهوم حصان طروادة ينطبق على برامج وسائل الإعلام في عصرنا الحالي والكثير من المسلسلات الدرامية أو المحتويات الفنية عموما إذ يتمثل للمرء لوهلة أن هذه المنتجات عبارة عن هدية أنتجت لامتاعه أو صناعة وعيه وتثقيفه لولا أن هذا هو ظاهرها كما كان الأمر مع حصان طروادة ثم ما تلبث أن تصبح شراً مطلقاً فيسهل بها هدم اللامتغيرات البنيوية القيمية في المجتمع فيتعلم منها الجهلاء والغافلون ويغترفون من منابعها كل ما ينقصهم من معارف لا قيمية ومع كثرة التداول يعتاد المجتمع عليها ثم تصبح إحدى عاداته التي لا خلاف عليها... وهنا يتجسد حرفيا المعنى المقصود به من رمز مصطلح طروادة.... وهو واحد من كثير مما يمكن اسقاطه على أنواع كثيرة من المنتجات والمحتويات في كل عصر وفي كل المجالات. وثمة قصة تسببت في نهاية حياة أسطورة فن الريغي النجم الجامايكي بوب مارلي والذي زاره أحد المعجبين كما زعم في مقر إقامته في بريطانيا بعد أن هرب من جامايكا ناجيا من محاولة اغتيال هو وزوجته، وأهدى المعجب لبوب مارلي حذاءً رياضياً فخما جدا يمكن تسميته حذاء طروادة لإنه زُرِع بقاعة الحذاء الداخلية دبوس مسموم وبمجرد أن ارتداه مارلي حتى أصيبت أصبع قدمه الكبرى بوخزة ظنها شيئا يسيراً لكن الأمر تفاقم كثيرا حتى أصيب كامل جسده بسرطان الجلد واستمرت معاناته لثلاث سنوات بترت فيها ساقه وذاق كل أشكال العذاب ثم توفي. فكان هذا الحذاء هدية جهاز المخابرات الأمريكية كما اعترف موظفهم أثناء احتضاره بعد ٢٧ عاما من وفاة مارلي بأنه قام بتلك المهمة تلبية للأوامر. وهذا تماما تجسيد حرفي لمعنى حصان طروادة في العصور الحديثة وأحد اشكال الاستفادة منه.
و لنأخذ أيضا رمزية مصطلح عقب أخيل Achilles heel: و هو مصطلح يُستخدم لوصف نقطة الضعف أو الضعف الوحيد في شخص أو شيء ما. يعود أصل هذا المصطلح إلى الأسطورة اليونانية حول أخيل، البطل اليوناني الشهير. ووفقًا للأسطورة، فإن أخيل كان محصنًا ضد الإصابات بسبب غمسه في نهر ستيكس عندما كان طفلاً. ومع ذلك، فإن الجزء من جسده الذي كان ممسكًا به والده، الملك ثيتيس، وهو العرقوب، لم يلمسه الماء، وبالتالي لم يكن محصنًا.
وأما المعنى الرمزي فيُستخدم مصطلح 'عقب أخيل' لوصف نقطة الضعف أو الضعف الوحيد في شخص أو شيء ما. كما يمكن أن يكون الضعف غير مرئي أو غير واضح، مما يجعله أكثر خطورة. ويُستخدم مصطلح 'عقب أخيل' في الأدب والثقافة لوصف نقاط الضعف في الشخصيات أو المواقف. ويمكن استخدام مصطلح 'عقب أخيل' لوصف نقاط الضعف في الأشخاص أو الأشياء، مثل نقاط الضعف في الشخصية أو نقاط الضعف في النظام.
والمعنى أن هذه المفاهيم قد تحررت فعلا من نطاقها الزمني والجغرافي وصارت ملكية ثقافية عامة من حق الجميع توظيفها في سياقات جديدة ومجالات غير مألوفة.