اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبأ نت
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
غزة – سبأ:
تجلس هبة في مركز الأطراف الصناعية بغزة، عيناها تحملان الأمل رغم الصعوبات التي تواجهها، وتحلم باليوم الذي تتمكن فيه من المشي على قدميها مجددًا بعد تركيب طرف صناعي.
منذ فقدانها أحد أطرافها، أصبحت حياتها اليومية مليئة بالتحديات، لكنها لا تزال تحافظ على عزيمتها في مواجهة الواقع القاسي.
هبة أبو زيد، 21 عامًا، تعيش حياة هادئة في معسكر جباليا شمال قطاع غزة. في يوم 7 أكتوبر 2023 كانت تستعد لمرافقة شقيقتها راما إلى المدرسة، قبل أن تتحول المنطقة إلى ساحة نار، ويتحول بيت العائلة المؤلف من ستة طوابق إلى ذكرى بعيدة بحسب'.المركز الفلسطيني للإعلام'
في صباح اليوم الأول من الحرب، سمعت دوي الانفجارات وهي في الطريق إلى المدرسة، فعادت مسرعة إلى منزلها مع شقيقتها. خلال يومين فقط تبدلت الحياة. انتقلت العائلة المكونة من ثمانية أفراد إلى مبنى تابع لوكالة الغوث في جباليا في 10 أكتوبر 2023، لتبدأ رحلة نزوح طويلة، تتنقل خلالها من مأوى إلى آخر، ومن خوف إلى آخر.
وبينما كانت العائلة تستعد للمغادرة، سقطت قذيفة إسرائيلية داخل المطبخ، انفجرت الثلاجة وتطايرت الشظايا في كل اتجاه، أصيب والدها وأشقاؤها بجروح خطيرة، وأصيبت هي إصابة مباشرة في ساقها اليسرى، سقطت أرضًا، والدم ينزف بغزارة، لم تشعر إلا بالظلام.
حين أفاقت، كانت في مستشفى كمال عدوان، ثم نُقلت إلى المستشفى الإندونيسي، وأخبر الأطباء والدتها أن ساقها يجب أن تُبتر فورًا. “كانوا يتوقعون وفاتي”، تقول هبة. في السادس من أكتوبر 2024، الساعة الرابعة عصرًا، بُترت ساقها.
في 11 ديسمبر 2024، حصلت هبة على تحويلة طبية للعلاج في الخارج، لكن حتى الآن ما زالت تنتظر تصريحًا من سلطات العدو الإسرائيلية للسفر، وهو ما يجعل حلمها مؤجلًا بلا موعد محدد.
وقالت هبة، وهي تحاول إخفاء دموعها : 'لا أريد الشفقة، أريد فقط أن أعيش بكرامة، أتعلم وأعمل وأمشي على قدمي'. وأضافت: 'كل يوم أمر فيه بصعوبة أشعر بأن حريتي مقيدة، وأن حياتي متوقفة عند حاجز لا أستطيع تجاوزه'.
قصتها ليست فريدة، بل تمثل مأساة جيل كامل في غزة، جيل فقد أطرافه وأحباءه، وما زال يُمنع من الوصول إلى حياة طبيعية وفرص التعليم والعمل والتنقل بحرية.
وتشير المؤسسات الحقوقية والطبية إلى أن الحصار المستمر على قطاع غزة يزيد من معاناة المرضى والجرحى الذين يحتاجون إلى العلاج خارج القطاع، ما يحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.
ويأمل الأطباء والمهتمون بحقوق الإنسان أن يتم تسهيل إجراءات السفر للعلاج الطبي، خاصة للذين فقدوا القدرة على الحركة بشكل طبيعي، لضمان حياتهم وكرامتهم، وإعادة دمجهم في المجتمع بصورة طبيعية.
وتُعاني المنظومة الصحية في قطاع غزة من انهيار شبه كامل منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر الماضي، وسط حصار خانق يمنع دخول المعدات الطبية والوقود والأدوية، إلى جانب تعطيل مستمر لتحويل الحالات الحرجة للعلاج خارج القطاع.
وبحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن أكثر من 70% من المرافق الصحية خرجت عن الخدمة نتيجة الاستهداف المباشر أو نفاد الموارد، في حين يُقدّر عدد الجرحى الذين يحتاجون إلى علاج عاجل خارج غزة بعشرات الآلاف، معظمهم من الأطفال والنساء ومرضى السرطان والأمراض المزمنة.
وتفرض سلطات العدو قيودًا مشددة على سفر المرضى عبر معبر رفح أو كرم أبو سالم، وغالبًا ما تماطل في إصدار التصاريح، أو ترفضها دون مبررات، ما يؤدي إلى تفاقم حالتهم الصحية أو استشهادهم.
إكــس