اخبار اليمن
موقع كل يوم -الخبر اليمني
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
شهدت اليمن، الثلاثاء، تصعيدًا إماراتيًا غير مسبوق في إطار الصراع مع السعودية، لكن ما أبعادُه من حيث التوقيت؟ وما إمكانية انفجار معركتها؟ وما علاقتها بملفات إقليمية؟
خاص – الخبر اليمني:
يتركز التحرك الإماراتي الجديد في حضرموت، وهي كبرى محافظات اليمن مساحة وأهمها ثروة وموقعًا استراتيجيًا بحكم قربها من الحدود السعودية وموقعها على بحر العرب وخليج عدن. منذ بدء الحرب على اليمن، ظلت المحافظة محل أطماع سعودية وإماراتية، ورغم النفوذ السعودي الراسخ في مجتمعاتها، إلا أن الإمارات نجحت بعد أشهر من بدء الحرب على اليمن، وتحديدًا في العام 2016، في الحصول على موطئ قدم في الساحل باتفاق مع تنظيم القاعدة الذي كان سيطر على مدينة المكلا وغادرها سلميًا.
على مدى السنوات العشر الماضية، كانت المحافظة أبرز ملفات الصراع الإماراتي – السعودي، لكن رغم وتيرة الاشتباك أحيانًا، إلا أن أبوظبي حافظت على مسار لا يستفز السعودية التي ترى في وادي وصحراء المحافظة، أو ما تُعرف بالهضبة النفطية، بعدًا قوميًا لها. وخلال مراحل اتفاقيات الرياض الذي احتضنته السعودية، ظل ملف حضرموت حاضرًا بقوة، وعلى أساس تقسيم الساحل للإمارات والنفط للسعودية.
هذه المقاربة تبدو منتهية الآن، وقد قررت الإمارات حسم معركة الهضبة النفطية بتشكيلات جديدة استدعت لها مرتزقة من مختلف دول العالم، من أمريكا اللاتينية حتى إفريقيا، وهي إشارة بأن أبوظبي قررت حسم المعركة نهائيًا.
ومع أن الإمارات تحاول إيجاد غطاء محلي عبر دفع عضو المجلس الرئاسي فرج البحسني لتدشين المعركة، إلا أن استدعاء مرتزقة، وفق ما يتحدث به حلف القبائل، إشارة إلى أنها لا تعتمد على فصائله.
حتى الآن، لم يُعرَف حجم القدرة الإماراتية على حسم المعركة التي أُطلقت شرارتها قبل أيام فعليًا بتوغل لما يُعرف بفصيل 'الدعم الأمني' المسمى على غرار 'الدعم السريع' بالسودان، وقد اشتبك مع قوات موالية للسعودية تُعرف بحلف القبائل عند مشارف الوادي. لكن توقيت تحريك الإمارات لملف الهضبة النفطية بحضرموت تحديدًا يحمل أبعادًا إقليمية، فهو يتزامن مع وصول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى العاصمة الأمريكية في زيارة تُعد الأولى منذ سنوات، حيث يتصدر ملف السودان، الذي تدفع الإمارات لحسم معركته لصالح فصائلها، رأس الأجندة.
قبل الزيارة، أبدت الإمارات مخاوف من أن تُشكّل الزيارة نقطة فارقة في ملف السودان الذي تدعم السعودية بقوة طرفه الآخر الممثل بالجيش السوداني. ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين إماراتيين توقعهم بأن يدفع بن سلمان بالرئيس ترامب لتكثيف الضغط على الإمارات لوقف تسليح الدعم السريع وإنهاء الحرب، وهو ما تخشاه أبوظبي التي تعول على الدعم لتعزيز مكاسبها الاقتصادية سواء بالسيطرة على جبال الذهب أو مناطق النفط.
هي إذًا رسالة تحاول الإمارات من خلالها خنق السعودية في الرقبة، فإما تجنب التصعيد بالسودان أو مواجهة خطر جديد محدق عند حدودها، ليبقى مسار المعركة في هذه المنطقة مرتبطًا بمسار الأحداث التي تواكب زيارة بن سلمان للولايات المتحدة.













































