اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كشفت دراسة بريطانية جديدة أن تغيّر الدماغ لا يحدث تدريجيًا كما كان يُعتقد، بل يمر بـ4 محطات أساسية، تُعيد خلالها شبكات الدماغ تنظيم نفسها بالكامل، ما يؤثر في القدرات العقلية من الطفولة حتى الشيخوخة، بحسب الرجل.
وتعد الدراسة التي اعتمدت على فحص أدمغة 3,802 شخص بين عمر يوم واحد و90 عامًا، ونُشرت في دورية Nature Communications، من أوسع الدراسات التي تتبع مراحل تطوّر الدماغ عبر الحياة.
ويقول الفريق البحثي الذي أجرى الدراسة من جامعة كامبريدج، إنّ الدماغ يعيش 5 فترات عمرية كبرى، تفصل بينها أربع نقاط تحول تظهر فيها تغيّرات واضحة في التواصل العصبي، تلك النقاط تكون في أعمار 9 و32 و66 و83 عامًا.
وتساعد هذه النتائج في فهم أسباب ازدياد بعض الاضطرابات النفسية في سن معينة، أو ضعف الذاكرة والقدرات الذهنية في الشيخوخة.
تغيّر الدماغ عند عمر 9 سنوات
وتشير الدراسة إلى أن الدماغ يعيد تشكيل شبكاته منذ الولادة حتى عمر 9 سنوات، إذ يتخلّص من عدد كبير من الوصلات العصبية التي تكاثرت في السنوات الأولى، ويُبقي فقط على الروابط الأكثر نشاطًا.
وفي هذه المرحلة، يتطور الدماغ بسرعة في ما يتعلق بالقدرات المعرفية، لكنه يكون أيضًا أكثر عرضة لظهور بعض مشكلات الصحة النفسية.
وعند الدخول في أوائل الثلاثينيات، يصل تغيّر الدماغ إلى ذروته، حيث تتحسن شبكات الاتصال العصبي ويزداد نضج المادة البيضاء المسؤولة عن سرعة نقل الإشارات.
ويعتبر الباحثون هذه المرحلة أقوى 'منعطف هيكلي' في حياة الإنسان، إذ ينتقل الدماغ أخيرًا من مرحلة المراهقة المتأخرة إلى النضج الكامل.
وتستمر هذه المرحلة المستقرة أكثر من 30 عامًا، وهي الفترة التي تبقى فيها القدرات الذهنية والذكاء في أعلى مستوياتها.
تحولات كبرى في تركيب الدماغ
ويمثل عمر 66 عامًا دخول مرحلة 'الشيخوخة المبكرة'، التي تتسم بتراجع طفيف في ترابط الشبكات العصبية نتيجة بدء تدهور المادة البيضاء.
ورغم أن التغيّر بطيء، فإنه ينعكس على الذاكرة وسرعة المعالجة الذهنية، ويتزامن مع زيادة احتمالات الإصابة بأمراض مرتبطة بالدماغ مثل ضغط الدم المرتفع.
وتظهر النقطة الرابعة في بداية الثمانينيات، حيث يعتمد الدماغ على مناطق محدودة لتعويض ضعف التواصل في باقي أجزائه.
ويتراجع الاتصال العام، بينما تنشط مناطق محلية بشكل أكبر للحفاظ على القدرة المعرفية قدر الإمكان.
ويؤكد الباحثون أن فهم هذه المراحل الأربع يساعد في اكتشاف نقاط الضعف التي يكون فيها الدماغ أكثر عرضة للاضطرابات، سواء في الطفولة أو الشيخوخة، ما يفتح الباب أمام تطوير تدخلات مبكرة وعلاجات أكثر دقة.













































