اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تشهد الساحة الإقليمية تحولا لافتا مع بروز الدور الصيني في ملف إعادة إعمار سوريا، وهو دور يتنامى بشكل متسارع بعد سنوات من الحذر والابتعاد النسبي، ومع انتشار الدمار في البنية التحتية وتراجع الاقتصاد السوري، تبدو دمشق بحاجة ماسة لشريك قادر على ضخ استثمارات كبيرة وفتح آفاق جديدة، الأمر الذي جعل الصين تدخل المشهد بقوة، حاملة معها مشاريع طموحة قد تغيّر شكل النفوذ في المنطقة.
الصين وسوريا مصالح متقاربة في توقيت حساس
تعمل الصين على توسيع حضورها الدولي من خلال مبادرة الحزام والطريق، وسوريا تمثل نقطة استراتيجية ضمن هذا المسار، وتطمح بكين إلى تأمين ممرات جديدة للتجارة وتعزيز نفوذها الاقتصادي، بينما ترى دمشق أن الشراكة مع الصين فرصة لتجاوز العزلة الدولية والحصول على تمويل ضخم لمشروعات حيوية، هذا التقارب خلق أرضية مشتركة تدفع البلدين للتعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية والنقل وإعادة التأهيل العمراني.
تحرك صيني يعيد صياغة موازين النفوذ في المنطقة
مع دخول الصين بقوة إلى ملف إعمار سوريا، بدأت ملامح مشهد إقليمي جديد تتشكل. فالتوسع الاقتصادي الصيني يحد من هيمنة قوى تقليدية كانت لها اليد العليا لسنوات، كما يمنح سوريا متنفسا يمكنها من التحرك بين المحاور الدولية دون الخضوع لضغوط سياسية مباشرة، هذا التحرك يجعل الصين رقما صعبا في معادلات الشرق الأوسط، ويعزز حضورها في ملفات كانت بعيدة عنها سابقا.
فرص واسعة وتحديات قائمة أمام الاستثمارات الصينية
رغم كل الفرص التي تتيحها الساحة السورية للصين، إلا أن الطريق ما زال مليئا بالعقبات. فالوضع الأمني غير المستقر، والعقوبات الغربية المفروضة، وغياب بيئة استثمارية متماسكة، جميعها عوامل قد تعرقل سرعة التنفيذ ومع ذلك، تظهر بكين استعدادا للتعامل مع هذه التحديات عبر شراكات مباشرة ومشاريع طويلة الأجل تستهدف إعادة بناء قطاعات النقل والطاقة والاتصالات.
يبقى الدور الصيني في سوريا خطوة مفصلية قد تفتح الباب أمام إعادة تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط ومع تزايد النفوذ الاقتصادي لبكين، يلوح في الأفق مشهد إقليمي جديد تتداخل فيه المصالح وتتقاطع فيه الرؤى، مما يجعل المرحلة المقبلة محط أنظار الجميع.













































