نتنياهو ينسف استعراض بن سلمان في واشنطن ويسحب الشرق من بساطه

نسف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخميس، جولة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى الولايات المتحدة، عبر فرض وقائع على الأرض عُدَّت بمثابة إشارة بأن مفتاح الشرق الأوسط بيد الاحتلال. فما أبرز مضامينها؟

خاص – الخبر اليمني:

كان بن سلمان خلال زيارته التي تُعد الأولى منذ 7 سنوات، يحاول تسويق نفسه كقائد جديد للشرق الأوسط وبلاده كمفتاح للأزمات في المنطقة. ودفعه شغفُه بالاستعراض لوضع ملفات أكبر من قدراته على أجندة اللقاء، فطرق وساطة بين واشنطن وإيران، وجدد ربط التطبيع بدولة فلسطينية، وأفرد جزءاً لسوريا ولبنان. والأهم أنه سعى لضخ مئات المليارات في صفقات عسكرية يحاول من خلالها الارتقاء لمستوى الهيمنة الإسرائيلية، لكن المعطيات من الشرق الأوسط تشير إلى أن جميع ما حاول بن سلمان الاستعراض به تبخر بلمح البصر.

فبعد يوم على لقاء ترامب وبن سلمان ووجبة العشاء، نجح اللوبي الصهيوني بنسف رسائل التقارب بين طهران وواشنطن عبر الدفع بمشروع قرار أمريكي – أوروبي ضد إيران، ما يعيق المسار السعودي للتسوية. أما على المسار الفلسطيني، فقد صعد الاحتلال عدوانَه على غزة إلى الذروة، وقد ارتكب خلال الساعات الأخيرة مجازر راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى. بالتوازي، أعلنت حكومة الاحتلال بدء ضم أراضٍ جديدة بالضفة الغربية في رسالة بأن لا دولة فلسطينية ستبقى. أما في سوريا ولبنان، فقد شهدت الساعات الأخيرة أعنف تصعيد للاحتلال على تلك الجبهات، ضارباً باتفاق بن سلمان وترامب على شرعنة السلطة الجديدة في سوريا عرض الحائط.

عسكرياً، أفرغ نتنياهو صفقات بن سلمان تماماً مع إجباره الإدارة الأمريكية على إرسال قاذفات (بي-2) إلى إسرائيل، وهي رسالة بأن لا تفوق عسكري في المنطقة سوى لإسرائيل، اليد الطولى لأمريكا.

فعلياً، أنفق بن سلمان قرابة تريليون دولار لإنقاذ الإدارة الأمريكية، وعينه على مساواته بالاحتلال في المعاملة، لكن الواقع أن أمريكا مهما كانت المغريات لن تتخلى عن الكيان الإسرائيلي أو تُقلل من قدراته أمام أخرى، ولو كان بن سلمان ذاته.