اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
رأي المشهد العربي
تحل ذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة، لتجد الجنوب، على ذات النهج الذي سلكه الثوار الأوائل قبل أكثر من ستة عقود، حين رفعوا راية التحرر ورفضوا كل أشكال الهيمنة.
وفي خضم ما يشهده المشهد السياسي من تحركات ومشاورات في الفترات الراهنة، يؤكد أبناء الجنوب أن أي مفاوضات أو حلول لا تعبّر عن إرادة شعبهم ولا تلبي تطلعاته، فهي لا تعنيهم ولن يُكتب لها النجاح.
وقد قدّم الجنوب، منذ اندلاع شرارة ثورة أكتوبر من جبال ردفان عام 1963، آلاف الشهداء والجرحى في سبيل الحرية والكرامة.
كانت تلك التضحيات الكبرى عنوانًا لإيمانٍ راسخ بعدالة القضية الجنوبية، وإصرارٍ لا يلين على استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
ومن هذه العزيمة، يستمد شعب الجنوب اليوم عزيمته على مواصلة النضال، في مواجهة كل محاولات فرض الأمر الواقع أو الالتفاف على إرادته الحرة.
ويؤكد الجنوبيون أن نضالهم لا يُقاس بالزمن، بل بالثبات على المبدأ، وأن قضيتهم العادلة ليست ملفًا سياسيًا يُدار في الغرف المغلقة، بل قضية وطن وهوية وتاريخ نُقش في وجدان الأجيال.
ولذلك، فإن الجنوب يرحب بأي عملية سياسية حقيقية تستند إلى الاعتراف بحق شعبه في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة، لكنه يرفض كل مبادرة تتجاوز هذا الحق أو تحاول تذويبه ضمن حلول مؤقتة أو توافقات سطحية.
وتأتي هذه المواقف لتؤكد أن المجلس الانتقالي، ممثل قضية شعب الجنوب، يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف الثورة الجنوبية المعاصرة، مستمدًا شرعيته من التفويض الشعبي الواسع، ومن تضحيات أبطال القوات المسلحة الجنوبية الذين يصونون الأرض والعرض في وجه كل تهديد.
وفي الذكرى الـ62 لثورة أكتوبر، يجدد أبناء الجنوب العهد لشهدائهم وجرحاهم بأن طريق النضال لن يتوقف، وأن إرادتهم ستبقى أقوى من كل محاولات التهميش أو الإقصاء، مؤمنين بأن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع انتزاعًا.
فالجنوب الذي أسقط الاستعمار البريطاني بالأمس، قادر اليوم على أن يفرض إرادته، ويستعيد دولته الفيدرالية كاملة السيادة، مهما طال الزمن أو اشتدت التحديات.