اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
واشنطن- تبنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب نبرة تصالحية حيال بقية أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) أثناء قمتهم الأربعاء 25 يونيو 2025، واصفا اتفاقا مرتقبا بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي بأنه 'انتصار عظيم للجميع'.
وتم الاعتناء بأدق التفاصيل أثناء زيارة الرئيس الأميركي المتقلّب، انطلاقا من تخفيف الجزء الرسمي من الاجتماع وصولا إلى استضافته لتمضية ليلته في القصر الملكي.
وبدا أن الاستراتيجية تؤتي ثمارها، على الأقل في الوقت الحالي، إذ أبدى ترامب حماسة لتشارك الإشادات بالاتفاق الذي يتوقع بأن ينص على زيادة بلدان الحلف الـ32 إنفاقها الدفاعي ليشكّل خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة.
وقال 'أطلب منهم زيادة الإنفاق إلى خمسة في المئة منذ سنوات وسيقومون بزيادته إلى خمسة في المئة... أعتقد بأن ذلك سيكون خبرا مهما جدا'. وأضاف 'نقف بجانبهم'.
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته الذي يستضيف الاجتماع للصحافيين بأن ترامب كان 'في حالة مزاجية ممتازة' أثناء العشاء الذي استضافه الملك فيليم ألكسندر في القصر الملكي.
وقال ترامب على شبكته الاجتماعية 'تروث سوشال' 'يبدأ اليوم في هولندا الرائعة. الملك والملكة شخصان رائعان. كان اجتماعنا على مائدة الفطور رائعا!'.
ولدى وصوله إلى الاجتماع الناتو، اتفق القادة على أن إعلان زيادة الإنفاق المقررة أثناء القمة 'تاريخي'.
ويشير حلفاء الناتو إلى أن الزيادة ضرورية لمواجهة التهديد الروسي المتزايد من جهة، والمحافظة على دعم ترامب الذي لطالما اشتكى من أن أوروبا تنفق مبالغ ضئيلة جدا للدفاع عن نفسها، من جهة أخرى.
وقال رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر 'كأوروبيين، علينا أن ندرك أن انقطاعنا الطويل عن التاريخ انتهى'، مضيفا أن على القارة تحمّل مسؤولية أمنها 'في فترة صعبة جدا'.
ويقسم التعهّد الإنفاق إلى قسمين، الأول عبارة عن نسبة 3,5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة تخصص للإنفاق الدفاعي الأساسي والثاني نسبة 1,5 في المئة ستخصص للمجالات الأوسع المتعلقة بالأمن مثل الأمن الإلكتروني والبنى التحتية.
- 'ملتزمة بالكامل' -
وبينما يبدو توقيع هذا الاتفاق أمرا محسوما، تتركّز الأنظار على القاعدة الأساسية للحلف المتمثّلة بالمادة الخامسة الواردة في ميثاقه والتي تنص على أن أي هجوم على أحد أعضائه يعد هجوما على التحالف العسكري الغربي بأكمله.
وأحدث ترامب هزّة في أوساط حلفائه عندما بدا أنه يشكك في هذه المادة إذ قال للصحافيين وهو في طريقه إلى لاهاي إن الأمر 'يعتمد على التعريف الذي يتم تبنيه. هناك العديد من التعريفات للمادة الخامسة'.
لكن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته قلل من أهمية تصريحات ترامب معربا عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة 'ملتزمة تماما' المادة الخامسة.
ولدى سؤاله عن تعهّد الدفاع المشترك أثناء اجتماعه مع روته الأربعاء، ردّ ترامب بالقول 'نقف بجانبهم على طول الطريق'.
من جهته، تجنّب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الرد على العديد من الأسئلة التي سعت لاستيضاح موقف واشنطن.
وقال ستارمر 'نعيش في عالم متقلّب للغاية ويتعلّق الأمر اليوم بوحدة الناتو، إظهار هذه القوة'.
وفي رسالة في وقت سابق يرجّح أنه لم يكن من المفترض تداولها علنا، أشاد روته بالرئيس الأميركي لنجاحه في إقناع الجميع بزيادة الإنفاق الدفاعي.
وكتب روته في رسالة لترامب سارع الأخير لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي إن 'أوروبا ستدفع الكثير، وهو ما يتوجب عليها القيام به، وستكون أنت المنتصر'.
وأضاف 'تتّجه نحو نجاح كبير آخر في لاهاي'.
- 'رجل لطيف' -
ويشكّل الغزو الروسي لأوكرانيا أساسا لمحادثات القادة المرتبطة بالإنفاق الدفاعي فيما يتوقع أن يجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش القمة.
ويعد دور زيلينسكي هذه المرة هامشيا أكثر مما كانت عليه الحال في قمم سابقة، في مسعى لتجنّب الدخول في مواجهة مع ترامب بعد السجال العلني الذي دار بينهما في المكتب البيضوي في وقت سابق هذا العام.
لكن ترامب وصفه بـ'الرجل اللطيف' وأضاف أنه يبحث ملف الحرب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلا 'أعتقد أنه يتم تحقيق تقدّم'.
وذكر روته أن الحلفاء سيبعثون برسالة دعم 'ثابتة' لكييف.
لكن رغم إصراره على أن 'لا رجعة عن' سعي أوكرانيا للعضوية، فإن الناتو سيتجنّب ذكر مساعي كييف للانضمام إلى الحلف بعدما استبعد ترامب الأمر.
من جهته، كان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي تربطه علاقات وديّة مع الكرملين، أكثر حسما وقال 'لا علاقة للناتو بأوكرانيا... تتمثّل مهمتي بإبقاء الوضع كذلك'.