اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٢١ أيار ٢٠٢٥
بينما نحن اليوم في عام 2025 إلا ان هناك مدينة في اقصى جنوب شبة الجزيرة العربية تغرق بالموت بصمت حيث تنتشر 'حمّيات عدن' هذا الوباء الذي بات ينهش أجساد المواطنين بلا رحمة ويتسلل إلى الأحياء في الخفاء ليخطف الأرواح ويترك خلفه بيوتاً مكسورة، في كل حيّ حكاية موت مؤجلة
جثث تُوارى بهدوء وكأن المدينة تتعلم كيف تموت بصمت... بلا ضجيج بلا ضوء بلا إنسانية!
عدن اليوم لا تواجه فقط أزمة صحية، بل نكبة إنسانية مكتملة الأركان المستشفيات تعاني من نقص فادح في الأدوية والمستلزمات الطبية والأطباء يعملون في ظروف أشبه بالمستحيلة، بينما يزداد عدد المصابين والوفيات يوماً بعد يوم خصوصا مع درجة الحرارة المرتفعة التي تشهدها المدينة في ظل إنقطاع للكهرباء يصل الى 80٪ من العجز التوليدي للطاقة.
لا عزاء إلا بصور باهتة ورسائل استغاثة لا تصل!
الواقع اليوم يتحدث بلغة القبور المفتوحة والقلوب الموجوعة مشهد المرضى يفترشون في ممرات المستشفيات والمناشدات اليومية التي تعج بها وسائل التواصل الإجتماعي، كلها تعكس حجم المأساة والمعاناة ولاتوجد خطط طوارئ ولا مراكز حجر مجهّزة ولا حتى تواصل شفاف من الجهات المعنية ، الشعب وحده في المواجهة يدفع الثمن
من روحه وصحته وكرامته.
والأدهى من ذلك أن هذا الوباء مستمر بالإنتشار بصمت دون توعية او حتى تغطية إعلامية كافية وكأن أرواح أهالي عدن لا تهم.
من يتحمل مسؤولية هذا التجاهل؟ ومن يحاسب على هذا النزيف الإنساني الذي لا يتوقف؟
حيث أصبحت الرعاية حلماً والنجاة معجزة.
عدن لا تحتاج الشفقة بل تحتاج تدخلاً إنسانياً عاجلاً لإنقاذها من الإهمال من التسيّب من الامبالاة عدن تحتاج الى خطة إنقاذ حقيقية تبدأ بالإعتراف بوجود الكارثة لا دفنها مع الضحايا.
حمّيات عدن لم تعد مجرد عدوى بل جرس إنذار تقرع أجراسه في مدينة تشتم رائحة الموت وهي على حافة الهاوية الموت الذي ينتشر فيها كالدخان بلا لون وبلا صوت وخلف كل حالة وفاة هناك بيت ينهار وأم تكتوي بنار الوجع والحسرة وحياة تتوقف بغمضة عين .... فهل من يسمع ذلك الأنيّين؟