اخبار اليمن
موقع كل يوم -سما نيوز
نشر بتاريخ: ١٨ أذار ٢٠٢٥
بمناسبة اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة، 14 مارس، يعيد لنا ذكرى جميلة لكي لا ننسى إخوتنا، ونتأمل من خلال التسائل: من هم المعاقون؟ هل هم نحن أم هم؟ أمام إنجازاتهم العظيمة، رغم ما هم فيه، إلا أن إرادتهم وعزيمتهم حطمت كل الحواجز. وأعلم أني تأخرت بالكتابة، ولكنني عملت على المثل القائل: إن تأتي متأخرًا خيرٌ من ألا تأتي.
يا من يراكم من ليس لهم فكر أنكم عبئ على المجتمع، نحن نراكم أساسًا وما ابتلاكم الله إلا ليقربكم إليه أكثر. رأينا فيكم العزم والإصرار على تحقيق الأهداف وكأن الله أحبكم من بين كل خلقه.
كم أتعجب كثيرًا من نفسي أولًا واتسائل كيف استطاع ذاك الكفيف أن يحفظ كتاب الله، ولم أستطع أنا والآلاف من المبصرين ذلك. والإجابة بالتأكيد هي لأننا لم نحاول، ولم نوقظ همتنا مثلما أيقظ ذاك الكفيف همته.
وكيف استطاع ذاك الشخص المقعد على الكرسي المتحرك أن يشارك في الألعاب الأولمبية بينما نحن لم تسعفنا إرادتنا للنهوض من أماكننا؟ إنها عطايا الله التي ميز بها بعضنا عن بعض، ولنجعلها لحظة تأمل. ما أجمل عدل الله، يأخذ منا شيء ليعوضنا بخير منه، ويمنع عنا أشياء ربما لو حصلنا عليها لكانت سبباً في هلاكنا. سبحانه جل شأنه.
إذا كنت لا تبصر، فهذا لا يعني أنك أعمى، فالعمى عمى الأفئدة قبل الأبصار. وإذا كنت تفقد أطرافك، لا يعني ذلك أنك لا تستطيع المشي أو المصافحة، فأرادتنا هي من تدفعنا نحو أحلامنا، وقلوبنا هي من تقوم بالمصافة والاحتضان قبل أيدينا.
أنتم الجمال، ومصدر الأمل. جعلتمونا نؤمن بأن الحياة تحتاج إلى صبر لنتخطاها، وإلى عزيمة لنحقق النصر. كلما نظرت إليكم شعرت بفخر وطاقة تدفعني إلى الإنجاز.
أحزن حينما أرى نفسي أنا صاحب الأطراف المكتملة لا أستطيع الركض لعدة كيلومترات، وحينما أرى ذاك المكفوف يقرأ كتاب الله وأنا أقوم بهجره. من المفترض أن نحزن على أنفسنا قبل أن نحزن على هائلا. ومن قال إن هائلا يحزن عليهم؟ فما حزننا إلا على أنفسنا.
تلك النظرات المطولة من الناس والتي كان دافعها الشفقة لن تذهب سدًا، سيعوضنا الله خيرًا من ما أخذه منا. سيكتب لنا في كل خطوة حسنة وفي كل لحظة صبر مثوبة، وفي كل كلمة إساءة تلقيناها صدقة، نعم إنه الله. وحينما يكون هو المدبر فلا اعتراض ولا خوف لأنه أرحم الراحمين.