اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢ تموز ٢٠٢٥
أثبتت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة كامبريدج البريطانية، أن بعض أنواع البكتيريا النافعة في أمعاء الإنسان تمتلك قدرة فريدة على امتصاص المواد الكيميائية الدائمة (PFAS)، المعروفة بتأثيراتها السامة وارتباطها بأمراض مثل السرطان والعقم وتشوهات الولادة، بحسب الرجل.
وتُعد هذه الدراسة، التي نُشرت يوم الثلاثاء الماضي في مجلة Nature Microbiology، من أوائل الأبحاث التي تُظهر إمكانية إخراج هذه السموم من الجسم، بدلًا من الاكتفاء برصد أضرارها المتراكمة على الصحة.
وقد أجرى الباحثون تجربة على 38 سلالة من البكتيريا المعوية البشرية، حيث تم زرعها في فئران مخبرية، وبعد تعرّض الفئران للمواد السامة، تبيّن أن الفئران التي تحمل بكتيريا الأمعاء البشرية أخرجت عبر البراز كميات أكبر من هذه السموم بنسبة وصلت إلى 74%، مقارنة بالفئران الخالية من البكتيريا، وذلك خلال دقائق من التعرض.
وأظهرت النتائج أن هذه البكتيريا تقوم بامتصاص المواد السامة أثناء عبورها في الجهاز الهضمي، لتخرج من الجسم مع الفضلات، بدلاً من أن تتراكم في الأنسجة الحيوية كما يحدث عادة.
وتُعرف مواد PFAS بأنها لا تتحلل طبيعيًا في البيئة أو الجسم، وتنتقل من أواني الطهي غير اللاصقة وعبوات البلاستيك إلى الغذاء، لتستقر لاحقًا في الكبد والكليتين والغدد الصماء، مما يزيد خطر الإصابة بالفشل العضوي وبعض أنواع السرطان.
وصنّفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) مادة PFOA ضمن المجموعة الأولى المسرطنة، في حين اعتُبرت مادة PFNA من المجموعة الثانية التي يرجّح أن تكون مسرطنة.
نتائج واعدة للدراسة
أظهرت التجارب أن تسع سلالات من البكتيريا قادرة على تقليل مستويات PFNA بنسبة تراوحت بين 25% و74%، وتقليل مستويات PFOA بنسبة بين 23% و58% خلال 24 ساعة فقط.
وكانت بكتيريا Odoribacter splanchnicus الأكثر فعالية، ويُعتقد أنها تفرز الحمض الدهني 'بيوتيرات' الذي يعزز وظائف المناعة والتمثيل الغذائي.
وأكد الدكتور كيران باتيل، كبير الباحثين في الدراسة، أن هذا الاكتشاف قد يمثل نقطة انطلاق نحو مكملات بروبيوتيك مصممة لتعزيز وجود هذه البكتيريا في الجهاز الهضمي.
وأوضح قائلًا: 'رغم أن العالم لم ينجح بعد في تدمير مواد PFAS، فإننا نقترب من إمكانية طردها من أجسامنا، حيث تترك أشد الأضرار'.
وأضافت الدكتورة إندرا رو، الباحثة المشاركة في الدراسة: 'الواقع أننا نتعرض بالفعل لهذه المواد، وعلينا أن نتصدى لآثارها الآن، حتى إن لم نجد طريقة لتفكيكها حتى اللحظة'.