اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٨ حزيران ٢٠٢٥
بعيدًا عن سحر البندقية ورومانسية قنواتها المائية، تبرز 'جزيرة بوفليا' بوصفها أحد أكثر الأماكن رعبًا في العالم، إذ تحظر السلطات الإيطالية على الزوار حتى مجرد الاقتراب منها، والسبب؟، بحسب الرجل.
تاريخ مظلم تتخلله أوبئة، ومقابر جماعية، وتجارب نفسية على البشر، تركت خلفها أكثر من 160 ألف جثة، وسمعة تقشعر لها الأبدان.
تقع الجزيرة جنوب البندقية، وتتكوّن من ثلاث مناطق صغيرة؛ إحداها تغمرها الأبنية المهجورة، والثانية كانت حصنًا عسكريًا، أما الثالثة فابتلعتها النباتات البرية، وبفعل انهيار البنايات القديمة وخطورتها، حُظرت السياحة في الجزيرة منذ سنوات، مع استثناءات نادرة مخصصة للبحث العلمي أو التصوير الرسمي.
نشأ رعب جزيرة بوفليا في القرن الثامن عشر، حين استُخدمت كموقع للحجر الصحي خلال تفشي وباء الطاعون، فبمجرد الاشتباه بإصابة أي شخص، كانت السلطات تسوقه قسرًا إلى الجزيرة، حيث يُترك لمصيره المحتوم.
ومع تزايد أعداد الضحايا، لجأت السلطات إلى حرق الجثث بشكل جماعي بهدف احتواء المرض، وتشير التقديرات إلى أن رماد أولئك الموتى ما زال يشكّل حتى اليوم ما يزيد على نصف تربة الجزيرة!
مستشفى للأمراض النفسية وتجارب غير إنسانية
بمرور السنين، جرى تحويل أحد مباني جزيرة بوفليا إلى مصحّ عقلي معزول عن أنظار العامة، حيث تشير روايات محلية وشهادات غير موثّقة إلى أن المرضى خضعوا داخله لتجارب صادمة تحت ذريعة العلاج، في غياب الرقابة والمساءلة.
وفي عام 2020، نجح المستكشفان البريطانيان مات نادين وآندي تومبسون في دخول الجزيرة، مصورَين جولتهما ضمن سلسلة حلقات لقناتهما 'Finders Beepers History Seekers' على يوتيوب، وقال مات: 'المكان ينضح بالكآبة، حتى سائق التاكسي بدا مرعوبًا، وكان متعجلًا بالفرار'.
وأضاف مات: 'أثناء تجوالنا، دوّى جرس بشكل مفاجئ، شعرنا أنه نذير شؤم، البنايات متآكلة بلا أي أثر لوجود بشر، لا رسوم، لا كتابات، فقط تحلّل طبيعي وهيمنة مطلقة للطبيعة'، وتابع: 'كأنك تمشي داخل فيلم رعب، كل شيء مهجور، وكل زاوية تهمس لك بتاريخ من الألم'.
ورغم الحظر، لا تزال بوفليا تثير فضول المغامرين ومحبّي الرعب، غير أن السلطات الإيطالية تلتزم الصمت، وكأنها تترك الأسطورة تتحدث عن نفسها.