اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ١٩ أيار ٢٠٢٥
وجّه فرج سالمين البحسني عضو مجلس القيادة الرئاسي والقيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي إنذارا شديد اللهجة لمثيري التوترات ومهددي الاستقرار في محافظة حضرموت متوعّدا بقطع الطريق على تحركّات تلك القوى وأنشطتها غير المشروعة، ومنبّها الشرعية اليمنية إلى خطورة المسار الذي سلكته الأحداث في المحافظة.
ويعتبر البحسني شخصية كاريزمية ذات جماهيرية كبيرة في حضرموت التي سبق أن قاد سلطاتها المحلية حين شغل منصب محافظ لها، كما كان له دور قيادي في الحرب على تنظيم القاعدة وطرده من مناطقها.
ورغم تلك المكانة فإن الرجل يصنّف ضمن عقلاء حضرموت ودعاة التهدئة والحوار بين مختلف القوى الفاعلة في المشهد الحضرمي.
◄ الماضي القاعدي لأبوعمر النهدي أثار المخاوف بشأن عودة القوى المتشدّدة إلى حضرموت من نافذة العمل السياسي
وتصاعد التوتّر في حضرموت خلال الأشهر الماضية على نحو غير مسبوق مع ظهور قوّة جديدة صاعدة متمثّلة في حلف قبائل حضرموت برئاسة عمرو بن حبريش ومحاولتها تسيّد المشهد والتحدّث باسم الحضارم ومطالبهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وصولا إلى الشروع في وضع اليد على الثروات الطبيعية والتحكّم فيها والدعوة إلى حكم ذاتي في المحافظة وإنشاء قوة عسكرية موازية تحت مسمّى قوات حماية حضرموت، وهو ما رفضته جهات أخرى في مقدمها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرى في حضرموت جزءا لا يتجزّأ من دولة الجنوب المستقلة التي يتبنّى مشروع تأسيسها.
وازداد المشهد تداخلا في المحافظة الأكبر مساحة والأثرى غنى بالموارد الطبيعية بالإعلان مؤخرا عن تأسيس هيكل جديد يقوده قيادي سابق في تنظيم القاعدة.
وشهدت مدينة العبر بشمال غرب حضرموت أواخر أبريل الماضي إشهار الهيكل الجديد الذي حمل اسم تيار التغيير والتحرير وورد في بيانه التأسيسي أنّه جاء “استجابة لحاجة اليمنيين إلى صوت صادق ورؤية قابلة للتنفيذ،” وذلك في “لحظة وطنية حرجة”.
وبدا الهيكل الجديد من خلال الأهداف المعلنة لتأسيسه متجاوزا للإطار الجغرافي لحضرموت حيث تعهّد مؤسسوه بالعمل على “إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس العدالة والكفاءة،” لكن دوائر سياسية وإعلامية قالت إنّ الاختيار على حضرموت منطلقا له يعكس حالة الفوضى وتعدّد السلط السائدة هناك حيث بات صوت السلطة الشرعية المعترف بها دوليا هو الأكثر خفوتا بعد ظهور سلطات موازية تتحدّث باسم السكان وتمارس سلطات واسعة على القبائل وتسجل حضورها في المشهد الأمني على غرار تحالف قبائل حضرموت الذي تدرّج مؤخّرا نحو الإعلان عن سعيه بجدّ ومثابرة لإعلان الحكم الذاتي في حضرموت وشرع في تحصين مشروعه بتشكيل قوات خاصة به.
ويقود تيار التغيير والتحرير أبوعمر النهدي القيادي السابق في تنظيم القاعدة والمنشقّ عنه سنة 2018 حيث وجّه انتقادات علنية لقادة التنظيم ودخل معهم في سجالات.
◄ غياب الحسم أدى إلى بروز قوى مشبوهة ترتبط بجماعات الإرهاب، وآن الأوان لاتخاذ قرارات جادة تعيد الأمور إلى نصابها
وأثار الماضي القاعدي للنهدي المخاوف بشأن عودة القوى المتشدّدة إلى حضرموت من نافذة العمل السياسي بعد أن طردت منها من بوابة العمل العسكري والأمني الذي كان فعّالا في إرساء حالة من الأمن والاستقرار في ربوعها على مدى عدّة سنوات ممتالية.
وقال البحسني في منشور عبر منصة إكس إنّ محافظة حضرموت “تواجه اليوم أزمة متفاقمة ألقت بظلالها على مختلف جوانب الحياة، ودفعت بالوضع إلى حالة من الشلل شبه الكامل.”
ورأى في منشوره أنّ “هذه المرحلة الدقيقة تستدعي تدخلا حاسما وشجاعا لتلبية المطالب المشروعة لأبناء حضرموت، وقطع الطريق أمام اتساع فجوة الخلاف، ومنع تسلل أيادي العبث التي تسعى لاستغلال وضع الدولة وغياب الحسم، لبروز ظواهر مقلقة لقوى مشبوهة ترتبط بجماعات الإرهاب.”
وأكّد قوله “إنني كعضو في مجلس القيادة الرئاسي ومن منطلق انتمائي لهذه المحافظة الكريمة أضع أمام الجميع، الدولة والتحالف العربي، مسؤولية كبرى تتطلب ترجمة مطالب أبناء حضرموت إلى واقع ملموس، واتخاذ إجراءات جذرية تُحدث التغيير اللازم.”
واختتم منشوره بالقول “إن أبناء حضرموت لا يحتملون المزيد من الأزمات، ولا يمكن لهم أن يستمروا في تحمّل الإهمال الذي يُعكّر صفو أمنهم واستقرارهم. ولقد آن الأوان لاتخاذ قرارات جادة وحاسمة تُعيد الأمور إلى نصابها، وتُعطي حضرموت حقها في الأمن والتنمية والاستقرار.”
ويثير موقف الشرعية اليمنية من الأحداث الخطرة في حضرموت لغطا كثيرا وجدلا متصاعدا كونه يتّسم بحالة من البرود واللامبالاة مثيرة للأسلئة بشأن حقيقة تلك الموقف وإن كان يقوم على سياسة مسايرة الأحداث وانتظار ما يمكن أن تؤول إليه من نتائج والنظر لاحقا في إمكانية توظيف تلك النتائج والاستفادة منها.