اخبار اليمن
موقع كل يوم -كريتر سكاي
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
كريتر سكاي/خاص
في حادثة مأساوية تكشف عن خلل عميق في المنظومة الصحية، توفي الشاب محمد عبده حسين النويرة من أبناء مديرية 'البلاد'، اليوم، متأثرًا بلدغة سامة تعرض لها قبل أسبوعين، وذلك بعد رحلة علاج مضنية ورفض متكرر من مستشفيات كبرى في صنعاء استقبال حالته الحرجة.
وبدأ مسلسل المعاناة مع تعرض محمد للّلدغة في قريته، ليتم إسعافه تباعًا إلى مركز المديرية، ثم إلى المحافظة، فإلى المحويت، وصولاً إلى صنعاء حيث كان الأمل الأخير. لكن الصدمة كانت في مستشفيات صنعاء الحكومية الكبيرة كـ 'الثورة' و'الجمهوري'، التي رفضت استقباله بحجة أن حالته خطيرة وتتطلب 'عزلاً' لاحتمال تفاقم حالته وإصابته بالتهاب بكتيري.
ويطرح هذا الرفض تساؤلات حادة حول دور المستشفيات الحكومية الكبرى، وهل تقتصر خدماتها على الحالات البسيطة كـ 'الزكمة والصداع النصفي والولادة' دون الحالات الحرجة والخطيرة التي هي أحق بالرعاية.
بعد وساطات واتصالات مضنية، تمكنت عائلة الشاب من إدخاله إلى مستشفى 22 مايو في ضلاع شملان، حيث قُدمت له الرعاية، ولكنه للأسف، فارق الحياة بعد دخوله العناية المركزة، بسبب ما يُرجح أنه تأخر في تلقي العلاج المناسب.
وتعليقًا على الحادثة، أشار قريب الفقيد إلى نقطتين رئيسيتين:
أولاً، تضاعف حالات اللدغ السامة في بعض الأرياف هذه الفترة. وقد ذكر الطبيب المعالج لمحمد أن نوع اللدغة والسم الذي تعرض له الشاب 'لم يُرَ مثله من قبل على الإطلاق'، مما يشير إلى احتمالية ظهور 'حشرات أو عناكب تطورت أو تنامت في الفترة الأخيرة'، داعيًا الله أن يلطف بالجميع.
ثانياً، وجه القريب نداءً مستفزًا للمستشفيات التي ترفض استقبال الحالات الحرجة، قائلاً: 'اتقوا الله.. أنتم مستشفى كبير... تأخير الحالات هذه يفاقم حالة الحالة وبدل أن يكون هناك فرصة لإنقاذ حياته تتسببون في وفاته'.
ويذكر أن الشاب محمد كان 'اليد اليمنى' لوالده الرعوي في البلاد، وقد علت صرخات والده المفجوع لحظة إسعافه إلى صنعاء، قائلاً بحرقة: 'لا يا رب محمد هو يدي ورجلي'، في تعبير عن مدى ارتباطه بابنه وحجم الخسارة الفادحة.