اخبار اليمن
موقع كل يوم -كريتر سكاي
نشر بتاريخ: ٩ أيار ٢٠٢٥
في زمن تكالبت فيه المليشيات على الوطن وحاصرت أحلام البسطاء ورفعت شعار: 'إما أن تكون معنا أو أنت ضد الوطن' وجد من بين الركام رجال صدحوا بالحقيقة ورفضوا أن يكونوا عبيدًا لمشاريع الخراب قالوا لا حين كان الجميع يهمس ووقفوا وقفة العظماء حين انحنى غيرهم ومن هؤلاء الأحرار كان عبدالقادر باجميل ابن أبين البار الذي رفض أن يساوم على الوطن وقرر أن يكون في الصفوف الأولى للبناء لا الهدم
لقد دفع عبدالقادر ثمن شرفه الوطني فحورب من كل الجهات لا لأنه أخطأ بل لأنه أحسن
لأنه قرر أن تكون أبين لأبنائها لا لعابثين يلهثون وراء مصالحهم على حساب وجع الناس ورغم الحرب والتهميش والخذلان ظل يقاتل في خندق الخدمات الصحية سلاحه الإخلاص وهدفه إنقاذ الأرواح
في الوقت الذي انهارت فيه منظومات الصحة في معظم المديريات كانت زنجبار تنهض بصمت تنبض بالحياة وتشهد إنجازا بعد آخر على يد هذا المدير الاستثنائي افتتح مركز كوفيد-19 حين كان الناس يفرون من الوباء، وبنى مركز العزل، ومركز الأمومة والطفولة، ليس لمجرد الافتتاح بل ليخدم الفقراء والضعفاء الذين لا يجدون إلا باب الصحة العام ملجأ.
أبين اليوم تتعافى رويدًا رويدًا بفضل رجال لم يهربوا، بل وقفوا بثبات وسط النار
تابعنا عن كثب ما تحقق في مديرية زنجبار، عاصمة المحافظة، وفي مستشفاها الوحيد الذي يعمل بإمكانات بسيطة لكنه يقدم خدمات عظيمة تفوق طاقته كل ذلك بإشراف رجل وهب نفسه للصحة العامة وسخر كل علاقاته ومكانته في الداخل والخارج لخدمة محافظته
لم يكتف عبدالقادر باجميل بما تحقق بل افتتح وحدة صحة في شيخ عبدالله، وأخرى في شيخ سالم، وثالثة في عمودية، وجارٍ العمل على افتتاح وحدة جديدة في دهل أحمد، ليستفيد منها أهلنا في الريف والمناطق المهمشة.
ليس ذلك فحسب، بل قام بترفيع مستشفى زنجبار من مركز صحي إلى مستشفى ريفي، والآن يقاتل من أجل أن يرفع إلى مستشفى عام، بعد أن صار يجري أكبر العمليات الجراحية في أبين، وينقذ مئات الأرواح.
ولأن الكرامة الصحية لا تكتمل بلا تنفس، فقد أشرف على بناء أول مصنع أكسجين في محافظة أبين، بطاقة إنتاجية يومية تصل إلى 100 أسطوانة، ليؤكد أن الحياة لا تنتظر أحدًا وأن الأمل يصنع رغم قلة الإمكانات وكثرة المعرقلين
عبدالقادر باجميل لم يكن مجرد مدير بل كان مشروع دولة داخل محافظة غارقة في التجاهل
وفي زمن اليأس انتخب عضوًا في الاتحاد اليمني لكرة القدم، ورفع اسم أبين في المحافل الدولية، لتعرف قطر واليمن وكل منصف أن أبين ليست كما يصورها الإعلام... بل كما يصنعها رجالها الشرفاء.
فلتحن القبعات لهذا الرجل...
وليعلم العابثون أن هناك من لا يخون...
وأن لأبين نبضا لا يمكن إسقاطه.
رمزي الفضلي