اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبتمبر نت
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
سبتمبر نت:
قال مدير عام مديرية رازح العقيد مطر احمد مرقي: إن محافظة صعدة كانت أول من رفع البندقية في وجه مليشيات الحوثي الإرهابية، منذ ما قبل اندلاع جولات الحروب الست ولازالت حتى اللحظة،.
وأضاف في حوار مع 'سبتمبر نت' إن أبناء محافظة صعدة يدفعون اثمانا باهظة ضريبة تلك القناعة الراسخة في نفوسهم تجاه تلك الجماعة المارقة التي تهدد الامن والسلم الاجتماعي وقبلها اهداف الثوره السبتمبرية الخالدة.
وكشف مدير مديرية رازح، عن امبراطوريات مالية بنتها مليشيا الحوثي من تجارة المخدرات والتجارة غير المشروعة، التي تغطيها باستثمارات في قطاع العقارات واسواق الذهب والمولات، وغيرها من المجالات التجارية المشبوهة، وجميعها تتبع جماعة الحوثي الارهابية، اقامتها من تجارة المخدرات، ومن الاموال المنهوبة من خزينة الشعب، ومن رواتب الموظفين المحرومين منها للعام العاشر على التوالي.
واشار مرقي في اللقاء الذي اجرته معه صحيفة«26سبتمبر»، إلى أن صعدة باتت منطقة معزولة عن بقية مناطق اليمن أو عن شمال الشمال، ووكرا خاصا بجماعة الحوثي الإرهابية التي تتخيل نفسها أنها بجرعة مخدرات تحكم العالم .. فإلى نص اللقاء:-
اجرى اللقاء/ محمد الجعماني
– ليكن بداية لقاءنا من حيث انتهى إليه تقرير اللجنة الامنية العليا الذي تحدث عن نقل ايران صناعة وزراعة المخدرات من لبنان وسوريا إلى مليشياتها في اليمن، بالإضافة إلى تقارير امنية واستخبارية أكدت في وقت سابق عن تحويل مليشيا إيران الحوثية محافظة صعدة إلى وكر لتجمع مافيا المخدرات العالمية، ومركزا لتوزيع وتهريب المخدرات الى دول المنطقة- اليمن، السعودية ودول الخليج- وأن اموالا طائلة تتحصل عليها مليشيا الحوثي من وراء المخدرات والتجارة غير المشروعة، وعائداتها تغطي بها المليشيا نفقاتها في التسلح وحروبها.. ما المعلومات المتوافرة لديكم عن هذا النشاط التدميري..؟!.
تجارة المخدرات والتهريب بشكل عام، هو مصدر اساسي لمحور إيران بشكل عام، ومليشيا الحوثي الارهابية بشكل خاص في تمويل أنشطتها وحروبها التي لا تتوقف.. إذ ان المخدرات والتهريب تعتبر نشاطا ومصدرا رئيسيا لمليشيا الحوثي في تمويل الجماعة سواء كجماعة أو افراد أو قيادات.
وبالنسبة لما تتحدث عنه التقارير الامنية والاستخباراتية عن نقل إيران مصانع وزراعة المخدرات من سوريا ولبنان إلى اليمن، فهذا أمر صحيح، لأنه بعدما تم ضبط أكثر من الاجهزة الاستخبارية وسلطات الامن ومكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية وعدة دول خليجية عن قيام ايران ومليشياتها بعمليات التهريب للمخدرات الى دول الخليج داخل الفواكه، كالتفاح والرمان والبطيخ وغيرها.
وامر ذلك معلوم لكل الناس واجهزة الدولة، ومليشيا الحوثي الارهابية تعمل في تجارة وتهريب المخدرات منذ زمن، ومن قبل أن تنقلب وتستولي على مؤسسات الدولة في ايلول 2014، والجديد في هذا الموضوع ان مليشيا الحوثي توسعت في تجارة وتهريب المخدرات، وصارت بمساعدة إيران صيتها ذائع على مستوى العالم في هذا المجال، كما صارت تزرع بعض اشجار المخدرات، وتصنع بعضها الآخر وفي مقدمة ذلك حبوب الكبتاجون، الذي ابتدع فيه محور إيران ومليشياته وسيطرته على السوق العالمي تقريبا، وكذلك الشبو.
بالطبع في السنوات الاخيرة الثلاث، شددت الرقابة الامنية الدولية على تهريب المخدرات، من لبنان وسوريا وايران إلى دول المنطقة، فاتجهت ايران ومليشياتها إلى الاعتماد على البديل وهي مليشيا الحوثي في اليمن، بحيث يصنع ويزرع فيها بعض المخدرات ويتم توزيعها في اليمن ودول المنطقة.
– ما مدى صحة ما يدور بان إيران ومليشياتها الحوثية استغلت خصوبة الارض التي تمتاز بها محافظة صعدة، وموقعها الحدودي مع السعودية، فجعلت من ارضها وموقعها بديلا للقلمون والزبدان في الحدود السورية اللبنانية، لزراعة المخدرات ومركز لتجمع المافيا الدولية لتهريب المخدرات الى السعودية والخليج..؟!
سبق للسلطات الاردنية أن ضبطت مرات عديدة شحنات للفواكه القادمة من لبنان وسوريا المتجهة إلى الاردن والسعودية ودول الخليج ، وهي تحتوي بداخلها مخدرات، أبرزها الكبتاجون، وبعد تقارير امنية دولية أكدت أن نسبة كبيرة من المخدرات التي تدخل دول الخليج من سوريا ولبنان يتم تهريبها عبر الاردن وعبر اليمن عن طريق البحر، ما أدى ذلك بالسلطات الامنية الأردنية إلى تشديد اجراءاتها على الحدود السورية يشترك فيها سلاح الجو الملكي الاردني، بالتزامن مع تصاعد الرقابة البحرية من قبل القوات الدولية والامريكية في البحر العربي والمحيط الهندي وقوات خفر السواحل اليمنية في البحر الاحمر، لجأت إيران إلى نقل كثير من صناعة وزراعة المخدرات إلى مليشيا الحوثي في صعدة وحجة والمحويت وبني حشيش في محافظة صنعاء، وذلك للإفلات من اجراءات الرقابة للسلطات الامنية والعسكرية، والتسهيل من عملية التوزيع مخدرات في اليمن ودول المنطقة وعلى رأسها السعودية التي تستهدفها إيران ومليشيا الحوثي باعتبارها دولة نفطية والمجتمع لديه قوة شرائية عالية إلى حد أنه بحسب تقارير دولية سعر الحبة الواحدة من مادة «الكبتاجون» وصل الى سبعين ريال سعودي.
أي أن تشديد الاجراءات الامنية في الحدود السورية الاردنية وفي الحدود الاردنية السعودية، ولاحقا سقوط نظام بشار الاسد وقبله حزب الله في لبنان الراعيان والدائران لمصانع المخدرات وتجاراتها بالتنسيق مع النظام الايراني، بالاضافة الى الارباح الكبيرة التي تجنيها ايران ومليشياتها من وراء تجارة المخدرات كلها عوامل ادت بإيران ومليشيا الحوثي إلى نقل مركز المخدرات إلى اليمن ومحافظة صعدة على وجه أخص.
والاموال الخيالية التي تجنيها مليشيا الحوثي وإيران من وراء المخدرات لتمويل حروبها في اليمن والمنطقة، بالإضافة إلى ان ايران وجماعة الحوثي تهدف إلى تدمير الشباب العربي واستنزاف طاقاتهم واموالهم ونشر الفساد بين اوساط الشباب من أجل استهداف الأمن القومي الخليجي بشكل عام و السعودي بشكل خاص ، كما أن لحدود محافظة صعدة مع المملكة العربية السعودية، الطويلة فقد استغلتها مليشيا الحوثي للتهريب بشكل عام للمخدرات وغير المخدرات منذ القدم.
أسباب ظهور الكهنوت
– كونك احد وجهاء محافظة صعدة، ومدير عام مديرية رازح، ممكن تطلعنا والقراء عن اسباب طلة الكهنوت برأسه من جديد؟
لأنهم يرون بأن الحكم حق إلهي يختزل في شخوصهم لا شريك لهم، وقد تم اختيار صعدة منطلقا لهم باعتبارها عاصمتهم الأولى وفيها مرجعياتهم الدينية، وحوزة زعيمهم المؤسس الفارسي المسمى الهادي، والأهم من هذا وذاك انها تشكل موقعا جغرافيا يهدد أمن المملكة العربية السعودية، ومحاولة اغراقها بالمواد الممنوعة والمخدرات لإفساد شبابها، وكسب الأموال لتموين مشروعهم الفارسي في المنطقة.
جاء الحوثي فجاء دمار صعدة
– منذ انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة ونهبها واستيلائها على الموارد الضخمة.. هل انعكس ذلك على برامج التنمية وتحسين الخدمات بصعدة ؟
جماعة الحوثي دمرت اليمن كله، وليس محافظة صعدة وحدها، وهي بالطبع دمرت ما كان موجودا في محافظة صعدة من بنى تحتية، وتحويل المدارس الى مقار ومعتقلات ومكاتب خاصة بها ونهب معدات المستوصفات والمراكز الصحية سواء التي كانت على حساب الدولة او تلك المقدمة من المنظمات الدولية.
وشهدت محافظة صعدة كباقي المحافظات الأخرى استحداثا وتحويشا وتشجيرا وزخرفة مقابر حديثة وانتشار الاضرحة، والقباب والمزارات الفارسية الايرانية، حتى ان بعض الاضرحة والقباب اصبحت مزارا يتبرك بها وينذر لها النذور.
جماعة تعيش على النهب والحرب
– ما حقيقة حجم شراء الاراضي، الشاسعة في مواقع استراتيجية مهمة بأسعار مضاعفة عن سعرها الحقيقي من قبل جماعة الحوثي.. الاسباب والهدف؟
لم يشتروا إلا ما لم يستطيعوا نهبه او الاستيلاء عليه بالقوة، وكانوا قد بدأوا بمخطط شراء أراضي شاسعة في مناطق استراتيجية مثل الحديدة، ومنطقة ميدي بمحافظة حجة وبمبالغ خيالية جدا تفوق قيمتها اضعاف الاضعاف كونها مناطق مطلة على البحر من اجل تسهيل وصول اليهم التهريب والممنوعات من المخدرات والاسلحة بالإضافة الى تهديد أمن واستقرار المملكة العربية السعودية، لولا اندلاع المعارك الذي آجل استكمال ذلك المشروع الخبيث.
– ماذا عن شراء اراض، داخل صعدة وحجم استثمارات الجماعة فيها؟
بادر الحوثيون بعد سيطرتهم على صنعاء بنهب المال العام للدولة وكثير من ممتلكات المسؤولين والبنوك، والذهاب بها الى صعدة للاستثمار في افتتاح مولات تجارية كبيرة واسواق الذهب، واسوق الخضروات والفواكه، وبناء الفنادق العملاقة، وشراء الأراضي الشاسعة، حتى أصبحت صعدة حكرا لهم واستثماراتهم.
معاير اختيار قياداتهم
– ماهي معايير اختيار قادات الجماعة أو تصعيدهم؟
أولا.. أن تكون مؤمن بفكرة الولاية ومقدسا للسلالة لا تتأفف من تقبيل الأيادي والركب، وثانيا يجب أن تكون سامعا مطيعا، وعبدا ذليلا، وتابعا منقادا لأوامر من يسمون نفوسهم السادة الحوثيين.. وثالثا، يأتي من يسمون أنفسهم بالهواشم، هم من يقودون المشرفين من أبناء القبائل ويسيرونهم حسب مرادهم واهدافهم.. بالإضافة الى ان تكون من مهربي الحشيش والمخدرات وارباب سوابق مخلة بالآداب العامة.
– ماذا عن الدور الذي يقوم به وجهاء وأعيان ومواطنو صعدة في مواجهة مليشيا الحوثي؟
كان ولايزال لأبناء صعدة الدور الابرز والأول في مناهضة الفكر الامامي الكهنوتي الحوثي، وقد واجهوا آلة القتل والبطش الحوثي منذ اول وهلة من التحرك لمواجهتها ودفعوا ضريبة الحرية والكرامة اثمانا باهظة ما بين القتل ، والتهجير، والاعتقالات، والتعذيب، ومع ذلك للأسف الشديد- ماتزال هناك نظرة قاصرة عند البعض ان كل ابناء صعدة حوثيون، اماميون، متخلفون، جهلة.
وهذا ما نلاحظه، ونلمسه، ونعايشه رغم اننا نقاتل جنبا الى جنب مع اخواننا ابطال الجيش الوطني في مختلف الجبهات المحيطة بصعدة، وبرغم مئات الشهداء ومئات الجرحى والمعاقين ، وآلاف المهجرين ومئات المعتقلين منذ الحروب الست، وما قبلها وما بعدها فلم تصل نار الحوثي إلى محافظات اليمن إلا بعد أن أصبح أبناء صعدة رمادا وهم يدافعون عن الجمهورية ومكتسباتها.
كما الصهاينة يحتلون الارض
– قامت مليشيا الحوثي مؤخرا بوضع ما اسمته نظام الكفيل على اي عامل يريد ان يدخل صعدة لطلب الرزق.. كيف تنظر لهذا الاجراء الذي يعزز من حالة فصل وعزل المحافظة عن المحافظات الاخرى ؟
الحوثيون محتلون لصعدة، فهم وكل من يدعي انتسابهم إلى آل البيت كلهم جاؤوا من فارس محتلون لليمن، ولذلك فسياستهم في اليمن عموما وصعدة على وجه الخصوص قائمة على سياسة المحتل والمستوطن الغاصب للأرض والحكم، كما يفعل الصهاينة الاحتلال الاسرائيلي في اخواننا بفلسطين.
وفي هذا الاطار تسقط جماعة الحوثي هذا السياسة الاستيطانية على أبناء محافظة صعدة، فهي إن كانت قد أبناء محافظة صعدة من اليمنيين الساكنين في جبالها، وسهولها، توارثوا بيوتهم واراضيهم ومزارعهم عن ابائهم واجدادهم كابرا عن كابر، و اليوم تقوم جماعة الحوثي بتهجيرهم واعتقالهم وقتلهم بسبب انهم خالفوهم في الفكر والمعتقد؛ فهل يمكن للمرء والعاقل اللبيب ان يتوقع بأن الحوثيين ممكن سيقبلون بمن هم من خارج محافظة صعدة المقدسة في نظرهم كما هو الحال كمدن مشهد وقم وكربلاء والنجف وغيرها، مالم يكن من سلالتهم وعلى معتقدهم، أو بضمانات ممن يعرفهم في أقل الأحوال.
– كمدير عام لمديرية رازح ماهي ابرز الانتهاكات الحوثية التي تعرض لها ابناء المديرية ؟
الانتهاكات بحق ابناء محافظة صعدة عامة وابناء مديرية رازح خاصة لاتعد ولا تحصى فمن هول المصائب التي تحل علينا بين لحظة واخرى من قمع وبطش وتنكيل لم نستطع حصرها برقم معين.. وابرزها التهجير والاعتقالات وتفجير المنازل على رؤوس ساكنيها من الاطفال والنساء والشيوخ لأتفه الأسباب وتحت أي ذريعة، وصولا الى اصدار أحكام بالإعدام على بعض المعتقلين.
ونزحت في الحروب الست آلاف الأسر، وترك التعليم آلالف الطلاب، ومئات الموظفين فصلوا من وظائفهم، وفجرت كثير من المساجد، وفرغت كثير من المدارس، وجعلوها ثكنات عسكرية لمليشياتهم.
– هل لديكم احصائية تقريبية عن عدد النازحين المتواجدين هنا في اكثر من مربع؟
أعداد النازحين يتزايد يوماً بعد يوم منذ بداية الحروب الست في مطلع 2004م إلى الآن وفي الحروب الأخيرة تم ملاحقتهم، ومطاردتهم، مما دفعهم بالنزوح إلى مأرب، وحضرموت، وغيرها من المحافظات، والمناطق المحرر.
– ما حجم الدعم الرسمي الذي تتلقونه من السلطة المحلية كونكم مديريتكم شبه محررة؟
لا يوجد لدى المديرية دعم حكومي، سوى ما تتلقاه من مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية، عبر الشركاء المنفذين الذين يلبون نداء النازحين من أبناء المديرية، والساكنين في منطقة الحِبرة، والازهور من خلال توفير مشاريع المياه، والتعليم ،والرعاية الصحية.
إضافة الى السلال الغذائية والمواد الايوائية بين الحين والآخر وهذا ما خفف كثيرا من معاناة النازحين ونحن بدورنا في السلطة المحلية وعبر صحيفتكم الغراء نتقدم بالشكر الجزيل للمملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا على كل ما قدموه ويقدمونه من تدخلات انسانية وتسهيلات للنازحين من بطش الحوثي.
– ماهي ابرز الصعوبات التي تواجهكم؟
من أبرز الصعوبات التي نواجهها بُعد المديرية وانقطاعها جغرافيا عن بقية المناطق المحررة، مما أدى الى صعوبة زيارة قيادة ومسؤولي المحافظة للمديرية، بالإضافة إلى صعوبة وصول بعض الاحتياجات كالمناهج الدراسية وغيرها.
– كلمة اخيرة تود تبعثها في ختام هذا اللقاء؟
نتمنى من المسؤولين في الحكومة الالتفات الى معاناة ابناء مديرية رازح، حيث وهي المديرية الوحيدة المحررة بشكل كامل من مديريات محافظة صعدة، ويسكن فيها آلاف الاسر وآلاف الطلاب والطالبات.