اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبأ نت
نشر بتاريخ: ١١ حزيران ٢٠٢٥
صنعاء -سبأ:
في مشهد دموي غير مسبوق، تحولت مواقع توزيع المساعدات في غزة إلى ميادين قتل جماعي، امتزجت فيها صناديق الغذاء بدماء الجائعين، بإشراف مباشر من جنود الاحتلال وبمرافقة أمنية أمريكية، لتتحول الإغاثة من وسيلة نجاة إلى أداة ممنهجة للإذلال والقتل.
يمضي الاحتلال في تطبيق هذه الآلية عبر مؤسسة مدعومة أمريكياً وصهيونياً، تتولى إدارة مسارات التوزيع بما يخدم أهداف العدو العسكرية، وتفرض إجراءات انتقائية قاتلة، تنفذ تحت رقابة مشددة، يُدفع فيها المدنيون إلى طوابير مركزة، ثم يستهدفون بدم بارد في مشهد يجعل من الإغاثة فخاً دموياً مُعداً بعناية.
هذه المنظومة الإجرامية قوبلت برفض أممي صريح، حيث وصفها المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالإسكان، بالاكريشنان راجاغوبال، بأنها 'نموذج سادي وجريمة مكتملة الأركان'، تقوم على إذلال السكان وتعذيبهم وتجسيد التواطؤ العلني بين واشنطن وتل أبيب.
وتحت حصار شامل تجاوز الثلاثة أشهر، أُغلقت خلاله المعابر بشكل كامل، وتركت المساعدات رهينة لتنسيق عسكري صارم، فرضت آلية توزيع انتقائية تستهدف الكرامة قبل الغذاء، وتدار بواسطة شركات أمنية أمريكية، ضمن مخطط يعسكر المساعدات ويشل دور المنظمات الدولية، وعلى رأسها 'أونروا'.
بموجب هذه الآلية، يُسمح فقط لأفراد محددين من عائلات منتقاة باستلام صناديق غذائية من نقاط توزيع جنوب القطاع، وسط رقابة أمنية مشددة، تحولت معها ساحات الإغاثة إلى ميادين قنص وإعدام ميداني، تُبث وقائعها لحظة بلحظة، بينما العالم يكتفي بالمشاهدة.
ما حدث خلال الأيام الماضية من مجازر متكررة في مواقع الإغاثة يكشف النوايا الحقيقية لهذه الآلية، ويؤكد أن الاحتلال يستخدم الجوع سلاحاً خفياً، ويستثمر غطاء الإغاثة لتصفية المدنيين وفرض وقائع ميدانية بالقوة والإخضاع.
وفيما تواصل آلة القتل الصهيونية جرائمها دون توقف، تتصاعد التحذيرات الأممية من انهيار شامل للوضع الإنساني في غزة، حيث أكد المتحدث باسم منظمة 'اليونيسف' كاظم أبو خلف فشل الآلية المفروضة، فيما حذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، من مجاعة كارثية ما لم يفتح المجال لوصول المساعدات ووقف العدوان.
كل ذلك يحدث في ظل غياب الفعل الدولي وانهيار المنظومة الإنسانية، بينما ترتفع أصوات الشعوب غضباً، وتبحث عن موقف يتجاوز الشجب إلى الفعل، وهو ما يجسده اليمن من موقع الفعل والمواجهة.
اليمن يتموضع في قلب المعركة، ويخوضها بثبات وتصميم، صواريخه تطال العمق المحتل، ومسيراته تفتح مسارات الرد، وقيادته تثبت معادلة الردع من البحر إلى الجو، عبر حظر فعلي يشل الموانئ والمطارات في الأراضي المحتلة، ويجعل من صنعاء عنواناً لفعل لا يتوقف.
بهذا الأداء، يكرس اليمن موقعه كقوة حقيقية في معركة فلسطين، يخط فعله من الميدان، ويرسم توازن رد يرتكز على المبادرة والتقدم، حضوره ممتد في البحر والجو، ومساره يتصاعد باتساق سياسي وعسكري يعزز الأثر، ويعمق الرسالة في الوعي العربي والإسلامي كخيار واضح ومسار فاعل.
في مقابل الفعل اليمني المتقدم، يقف العالم متفرجاً على المجازر، وتنهار تباعاً هيبة المنظمات الأممية تحت وطأة التسييس والازدواجية، وبينما يُدفن الحق تحت ركام العجز الدولي، تتسع ساحة الفعل اليمني لتملأ فراغ الموقف العربي والإسلامي، وتعيد تعريف الشراكة في القضايا الكبرى، انطلاقاً من مبدأ: من يرفع راية غزة، يرتفع معها.
إكــس