باحثة غربية: أنصار الله قوة عسكرية وإعلامية وسياسية مستقلة أرعبت أمريكا

نشرت مجلة إنجلسبيرج حوارًا مطولًا مع الباحثة البريطانية إليزابيث كيندال رئيسة كلية جيرتون في جامعة كامبريدج تناولت فيه حركة أنصار الله في اليمن ودورها الإقليمي المتزايد وأسباب صمودها رغم الضغوط الدولية والإقليمية.

متابعات خاصة – الخبر اليمني: 

أجرى الحوار الصحفي جاك ديكنز الذي كشف عن أبعاد فكرية وعسكرية وسياسية للحركة غالبًا ما تُغفلها مراكز الدراسات الغربية والمؤسسات الاستخباراتية.

أكدت كيندال أن حركة أنصار الله ليست وكيلا لإيران كما يُشاع بل هي حركة محلية نشأت في ثمانينيات القرن الماضي بقيادة حسين بدر الدين الحوثي وتحولت إلى قوة عسكرية ودينية كبرى تحت قيادة عبد الملك الحوثي.

تؤكّد كندال أن الحركة تسيطر اليوم على مساحة كبيرة من اليمن تضم نحو ثلثي السكان، وتواجه مباشرة جيوشًا تمولها دول كبرى كالسعودية والإمارات.

أشارت كيندال إلى أن الحرب المستمرة لأكثر من عشرين عامًا جعلت الصراع نمط حياة للسكان في مناطق سيطرة الحوثيين وهو ما يعزز قدرة الحركة على الاستمرار والصمود.

كما أن الجغرافيا الوعرة لليمن توفر لهم تفوقًا عسكريًا ولوجستيًا يمكّنهم من إخفاء أسلحتهم ومواجهة الحملات العسكرية الكبيرة.

أما العلاقة مع إيران فتصفها بأنها علاقة نفع متبادل وليست تبعية حيث يستفيد الحوثيون من الدعم الإيراني لكنهم يحتفظون باستقلالية نسبية ويصنعون أسلحتهم محليًا حد تأكيدها.

تحدثت كيندال أيضًا عن مواجهة استمرت سبعة أسابيع بين من سمتهم الحوثيين والولايات المتحدة انتهت بوقف إطلاق نار اعتبرته نجاحًا للحركة التي حظيت باعتراف ضمني كقوة لا يمكن تجاوزها.

أكدت أن الحركة لم تتنازل عن موقفها تجاه إسرائيل وواصلت استهداف السفن التي تتعامل تجاريًا مع الكيان الإسرائيلي.

وأوضحت أن السلاح الإعلامي والثقافي للحوثيين عبر الشعر والمواقع الرقمية يشكل جزءًا مهمًا من قوتهم ويمتد تأثيره لأكثر من البعد العسكري.

في ختام الحوار، شددت الباحثة على أن استقرار الشرق الأوسط لن يتحقق دون حل عادل للقضية الفلسطينية وأكدت أن اتفاقيات التطبيع لا تعني السلام الحقيقي.

وأوضحت أن استمرار الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي يجعل حل الدولتين حلًا بعيد المنال وأنه لا يمكن تحقيق استقرار دائم في المنطقة دون معالجة القضية الفلسطينية التي تحرك المشاعر والصراعات.