اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٥ حزيران ٢٠٢٥
كشفت دراسة حديثة نُشرت في Journal of Psychiatric Research أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات لا تُؤثر في الصحة النفسية بنفس الطريقة، بل إن جودة المكونات هي ما يصنع الفارق. فالأشخاص الذين اتبعوا حمية منخفضة بالكربوهيدرات تعتمد على البروتين النباتي والدهون غير المشبعة، مع تقليل الكربوهيدرات المكررة، كانوا أقل عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب. في المقابل، لم تُظهر الأنظمة التي ترتكز على البروتين الحيواني والدهون المشبعة أي فائدة في هذا السياق، بحسب الرجل.
أُجريت الدراسة على 28,791 بالغًا أميركيًا من المشاركين في مسح الصحة والتغذية الوطني (NHANES) بين عامي 2005 و2018. استُبعد من العينة من كانت بياناتهم الغذائية غير مكتملة أو تعاني من نقص في المعطيات الأساسية.
أنشأ الباحثون ثلاث درجات غذائية:
درجة النظام منخفض الكربوهيدرات العامة (OLCD)
درجة النظام الصحي منخفض الكربوهيدرات (HLCD)
درجة النظام غير الصحي منخفض الكربوهيدرات (ULCD)
الدرجة الصحية (HLCD) شملت الحميات التي تحتوي على بروتين نباتي ودهون غير مشبعة، وتقلل من السكريات المضافة والنشويات المكررة، بينما ارتكزت الدرجة غير الصحية (ULCD) على اللحوم الحمراء، الدهون المشبعة، وتقليل الأطعمة النباتية مثل الفاكهة والحبوب الكاملة.
انخفاض ملحوظ في أعراض الاكتئاب
تم تقييم أعراض الاكتئاب عبر مقياس PHQ-9، وهو استبيان معتمد دوليًا. أظهرت النتائج أن المشاركين الذين سجلوا أعلى درجات HLCD كانوا أقل عرضة بنسبة 30% للإصابة بأعراض اكتئابيه مقارنة بمن حصلوا على أدنى درجات. في المقابل، لم تُسجل أي فروقات لدى أتباع الأنظمة غير الصحية ULCD.
وأشارت النتائج إلى أن الالتزام المعتدل بالنظام منخفض الكربوهيدرات كان أكثر فائدة من الحميات الصارمة في تقليل أعراض الاكتئاب، خاصة عند استبدال الكربوهيدرات الرديئة بالبروتينات النباتية.
ظلت النتائج متّسقة بين الفئات العمرية وأيضًا عبر أنماط الحياة المختلفة، مثل التدخين، النشاط البدني، واستخدام مضادات الاكتئاب.
يفترض الباحثون أن الحميات الغنية بالسكر والدهون المشبعة تُسبب التهابات قد تؤثر على الدماغ، بينما تسهم الحميات النباتية الغنية بـفيتامين B، الفولات، والتريبتوفان في تحسين إنتاج النواقل العصبية مثل السيروتونين، وبالتالي تقليل الاكتئاب.
كما أن هذه الأنظمة تعزّز من صحة الأمعاء، النوم، والوظيفة الأيضية، وهي جميعًا عوامل تؤثر على المزاج العام.
أكدت الدراسة أن مجرد خفض الكربوهيدرات ليس كافيًا لتحقيق فوائد نفسية. فالأنظمة المعتمدة على اللحوم المعالجة والدهون المشبعة لا تقدم نفس النتائج، ما يؤكد أن نوعية البروتين والدهون مهمة بقدر تقليل الكربوهيدرات.