اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أقرت وزارة الموارد المائية بتفاقم أزمة المياه في العراق خلال عام 2025، مؤكدة أن البلاد تمر بمرحلة هي الأصعب منذ نحو ثمانية عقود نتيجة تراجع الإيرادات المائية واشتداد موجات الجفاف.
وأوضحت الوزارة أن أزمة المياه في العراق باتت تمثل تحديًا وجوديًا، خاصة مع انخفاض تدفقات نهري دجلة والفرات إلى مستويات غير مسبوقة، الأمر الذي انعكس على الزراعة والري ومخزون السدود، وعلى الرغم من هذه الضغوط، أكدت أمانة بغداد أن مياه الشرب في العاصمة ما تزال ضمن الحدود الآمنة، بينما تتواصل الجهود للحد من تدهور الوضع المائي في المحافظات الأخرى.
أسباب متعددة وراء تدهور الموارد المائية
تعود أزمة المياه في العراق إلى مجموعة من العوامل المتشابكة التي فاقمت تراجع الإمدادات المائية، وتأتي في مقدمتها الانخفاض الحاد في مياه دجلة والفرات القادمين من دول المنبع، ولا سيما تركيا وإيران، حيث أسهمت مشاريع السدود في تقليص ما يصل إلى الأراضي العراقية، كما أدت موجة الجفاف التاريخية، التي تُعد الأشد منذ عام 1933، إلى تراجع الأمطار وغياب السيول الموسمية، وهو ما عمّق تأثير أزمة المياه في العراق، وزاد الضغط على التوازن البيئي والمائي.
تحديات إدارية تعمّق الأزمة وتبطئ الحلول
يرى المختصون أن أزمة المياه في العراق لا ترتبط فقط بالعوامل الخارجية، بل تتأثر أيضاً بسوء إدارة الموارد المائية داخلياً، حيث تظهر مشكلات كبيرة في شبكات الإمداد والتوزيع، إضافة إلى هدر واسع في مياه الري وعدم الاعتماد على تقنيات حديثة لتقليل الفاقد، كما ساهم النمو السكاني المتسارع في زيادة الطلب على المياه، في وقت يتراجع فيه المعروض بصورة متواصلة.
إجراءات حكومية للحد من تأثير أزمة 2025
اتخذت الحكومة العراقية سلسلة من الخطوات للتعامل مع أزمة المياه في العراق، من بينها خفض الخطة الزراعية الصيفية بشكل كبير بهدف الحفاظ على مخزون مياه الشرب، وأعلنت وزارة الموارد المائية أن الخزين الاستراتيجي في السدود وصل إلى أدنى مستوى له منذ 80 عاماً، ما دفعها إلى الكشف عن برنامج لإنشاء 10 سدود جديدة مخصصة لحصاد المياه، خصوصاً في المناطق التي تعتمد على المياه الجوفية بشكل كامل.
استقرار نسبي في مياه بغداد وتوقعات بتحسن مناخي
ورغم حدة أزمة المياه في العراق، أكدت أمانة بغداد أن وضع مياه الشرب في العاصمة مستقر، حتى مع انخفاض منسوب نهر دجلة، وفي سبتمبر 2025، عبّر وزير الموارد المائية عن أمله في أن يكون الشتاء المقبل أكثر رطوبة، مما قد يخفف الضغط على الموارد المائية ويعيد جزءاً من التوازن المطلوب للأنهار والسدود.
جنوب العراق يقترب من مرحلة الخطر المائي
حذّر الخبراء من أن المحافظات الجنوبية ستكون الأكثر تضرراً إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة، مؤكدين أن أزمة المياه في العراق قد تصل إلى مستويات حرجة هناك بسبب ضعف البنية التحتية وشح الموارد الجوفية، وتشير التقديرات إلى أن استمرار الانخفاض في الواردات المائية سيؤدي إلى تراجع الإنتاج الزراعي وتفاقم الهجرة الداخلية خلال الفترة المقبلة.













































