المخا تقترب من اعتماد أممي كمركز إنساني بديل لصنعاء

في خطوة تعكس تحولاً لافتاً في مسار العمل الإنساني داخل اليمن، تبحث منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اعتماد ميناء ومطار المخا الدولي كمنافذ جديدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، في إطار اتجاه متزايد نحو الموانئ المحررة بعيداً عن هيمنة ميليشيا الحوثي والعراقيل التي تفرضها لخنق العمل الإغاثي والإنساني.

التحرك الجديد نحو مدينة المخا يعد مؤشراً على تحول الثقة الدولية نحو مناطق الاستقرار في الساحل الغربي، وإدراك متنام لأهمية المدينة كمركز لوجستي آمن قادر على تسريع تدفق المساعدات وتقليص العراقيل التي طالما واجهتها المنظمات الإنسانية.

وزار وفد رفيع من منظمة اليونيسف، الثلاثاء كل من ميناء المخا التاريخي والمطار الدولي الذي يستعد للتشغيل بشكل رسمي خلال الأيام القليلة القادم. وبحث الوفد الأممي إمكانية إدراجه ضمن هذه الموانئ المعتمدة لاستقبال وشحن المساعدات الإنسانية إلى اليمن.

وقال جميل حسين، مسؤول اللوجستيات في المنظمة، إن اليونيسف تعتزم إدراج ميناء المخا ضمن الموانئ المحررة المعتمدة لنقل المساعدات، مشيراً إلى أن الميناء يمتلك المقومات الفنية واللوجستية اللازمة لتسهيل العمليات الإنسانية والإغاثية وتسريع وصول المساعدات إلى المناطق المحتاجة.

وأكد مدير الميناء الدكتور عبدالملك الشرعبي، أن الميناء مؤهل لاستقبال السفن التجارية متوسطة الحجم، ويقدم خدمات الشحن والتفريغ، مع استمرار أعمال التطوير والتوسعة بدعم من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الفريق الركن طارق محمد عبدالله صالح.

وأضاف أن السلطة المحلية تعمل على تذليل العقبات أمام المنظمات الدولية لتسهيل استقبال المساعدات عبر الميناء، مشيراً إلى أنه يشكل منفذاً اقتصادياً وإنسانياً محورياً يخدم سكان محافظة تعز والمناطق المجاورة.

ويعد ميناء المخا أحد أقدم الموانئ اليمنية على البحر الأحمر، ويمتاز بارتباطه بشبكة نقل برية حديثة تربط الساحل الغربي بالمحافظات الوسطى والجنوبية، ما يسهم في تسريع عمليات النقل وضمان وصول المساعدات بأمان إلى مختلف المناطق المستفيدة.

من جانبه أكد مدير عام مطار المخا الدولي، خالد عبداللطيف، أن المطار بات في جاهزية تامة لاستقبال الرحلات الإنسانية، مشيرًا إلى استعداد الإدارة لتقديم كافة التسهيلات للمنظمات الدولية ورجال الأعمال بهدف تسريع وصول المساعدات ونقلها بأمان.

بدوره أوضح مدير عام المخا سلطان محمود، أن الزيارة تأتي ضمن جهود التنسيق المستمر مع المنظمات الأممية لتوسيع مظلة العمل الإنساني، مؤكدًا أن المخا أصبحت مركزًا لوجستيًا مهمًا وبيئة آمنة جاهزة لاستقبال التدخلات الدولية، مثمنًا دعم نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، الفريق الركن طارق صالح، وجهود الأشقاء في دولة الإمارات في إعادة تأهيل البنية التحتية، بما في ذلك مشروع المطار الدولي وميناء المخا التاريخي.

وأعرب وفد اليونيسف عن ارتياحه للتجهيزات المتقدمة في المطار، معتبرًا أن تشغيله إنسانيًا سيمثل نقلة نوعية في مسار الإغاثة باليمن، خصوصًا بعد خروج مطار صنعاء عن الخدمة، ما يجعل المخا مرشحًا ليكون بوابة إنسانية جديدة على مستوى الإقليم.