اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٩ أب ٢٠٢٥
أعلن علماء من جامعتي ريدينغ (Reading) ودورهام (Durham) عن نتائج دراسة جديدة نُشرت في مجلة Communications Biology، كشفت عن وجود علاقة مباشرة بين طول الإبهام وحجم الدماغ لدى الرئيسيات، بحسب الرجل.
وشملت الدراسة 95 نوعًا من الأنواع الحية والمنقرضة، بما في ذلك الإنسان الحديث (Homo sapiens) وأسلافه مثل إنسان النياندرتال (Homo neanderthalensis) وأوسترالوبيثيكوس أفارينسيس (Australopithecus afarensis).
وأوضحت الباحثة الرئيسية د. جوانا بيكر (Dr. Joanna Baker) أن نتائج التحليل تثبت أن أدمغة الرئيسيات تطورت جنبًا إلى جنب مع تطور القدرة اليدوية، حيث كان على الدماغ أن يتوسع ليستوعب المهارات الجديدة المرتبطة بالإمساك بالأشياء وصناعة الأدوات. وأضافت: «مع تحسن قدرات أسلافنا على الإمساك والمعالجة اليدوية، كان لا بد من نمو الدماغ لدعم هذه المهارات».
العلاقة بين طول الإبهام والقشرة المخية الحديثة لدى الرئيسيات
شملت العينة أنواعًا متنوعة من الرئيسيات مثل الشمبانزي (Pan troglodytes)، الغوريلا (Gorilla gorilla)، الأورانغوتان (Orangutans)، المكاك البربري (Macaca sylvanus)، الليمور البني (Eulemur fulvus)، والقرد الكبوشي الأبيض الجبهة (Cebus albifrons)، بالإضافة إلى الإنسان وأسلافه.
وأظهرت النتائج أن مجموعة الهومينين أي البشر المعاصرين والأنواع القريبة منهم تمتلك إبهامًا أطول بشكل ملحوظ من بقية الرئيسيات، وهو ما يوازي امتلاكهم أدمغة أكبر حجمًا.
المفاجأة الكبرى كانت أن طول الإبهام ارتبط أساسًا بمنطقة القشرة المخية الحديثة (Neocortex)، المسؤولة عن الإدراك والوعي ومعالجة المعلومات الحسية، وليس بالمخيخ كما كان يُعتقد. هذا يعني أن تطور dexterity اليدوي لم يكن مجرد نتيجة لقدرات حركية، بل احتاج إلى توسع معرفي ومعالجة حسية متقدمة داخل الدماغ.
تأخر تعلم المهارات اليدوية عند الإنسان مقارنة بالرئيسيات
أكد الباحثون أن هذه النتائج تقدم أول دليل مباشر على التطور المتوازي بين الدماغ والإبهام عبر كامل شجرة الرئيسيات، من الليمورات إلى البشر. لكنهم أوضحوا أيضًا أن طول الإبهام ليس وحده العامل المحدد للمهارة اليدوية، بل مجرد مؤشر عام يساعد في فهم المسار التطوري.
كما حذروا من أن حجم الدماغ الأكبر لا يعني بالضرورة ذكاءً أعلى، بل يعكس زيادة في حجم مناطق معينة مرتبطة بالسلوك والإدراك والحركة. ومن المثير أن البشر، رغم امتلاكهم أكبر أدمغة وأكثرها تطورًا، يتأخرون مقارنةً بالرئيسيات الأخرى في إتقان المهارات اليدوية.
فالطفل البشري يحتاج إلى نحو خمسة أشهر للإمساك المتعمد بجسم، بينما تستغرق مهارات مثل استخدام أدوات الطعام أو ربط الحذاء أكثر من خمس سنوات، في وقت تكون فيه بعض الرئيسيات الأخرى قد وصلت إلى النضج الكامل وأنجبت بالفعل.
هذه النتائج تسلط الضوء على التكلفة التطورية للمهارة اليدوية عند الإنسان، لكنها تفسر في الوقت نفسه سر ريادتنا في استخدام الأدوات وصناعة التكنولوجيا.