اخبار اليمن
موقع كل يوم -الثورة نت
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
الثورة نت / يحيى كرد
اكتملت في محافظة الحديدة كافة التحضيرات الخاصة بالاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم، حيث تزينت المدينة بمشهد بديع يجمع بين الألوان المضيئة والروح الإيمانية العميقة. هذه المناسبة العظيمة، التي ينتظرها اليمنيون في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام هجري، تعد واحدة من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية التي يتجدد فيها الولاء والارتباط برسول الله محمد صلوات الله عليه وسلم، ولم تقتصر مظاهر الفرح على المظاهر الشكلية للزينة فقط، بل انعكست في مشاعر الناس ووجوههم التي امتلأت بالبهجة والسرور وهم يترقبون يوم الاحتفاء الكبير.
اضاءة الشوارع
شهدت شوارع مدينة الحديدة وأحياؤها المختلفة تحوّلا كاملا في مظهرها، حيث أضيئت بمصابيح خضراء لامعة وأخرى متعددة الألوان أضفت أجواء مبهرة على المدينة، هذه الأضواء لم تكن مجرد لمسات جمالية فحسب، بل حملت دلالات رمزية مرتبطة بالمناسبة، إذ إن اللون الأخضر يعبر عن المحبة والارتباط برسول الله كما علقت الزينة على أعمدة الإنارة وأسطح المباني وعلى امتداد الطرق الرئيسية، ليجد الزائر نفسه وسط لوحة إيمانية تنبض بالحياة وتفيض بعبق المحبة النبوية.
تتنافس في الزينة
لم تقتصر التحضيرات على الشوارع الرئيسية وحدها، بل امتدت إلى الحارات والأحياء الشعبية في المدينة، حيث شهدت منافسة بين الأهالي في إظهار أرقى وأجمل أشكال الزينة. كل حي سعى لأن يكون متميزا عن غيره عبر ابتكار أشكال من الأنوار أو تعليق لافتات خضراء تحمل عبارات التهنئة بذكرى المولد النبوي. وقد تحوّلت الأزقة الصغيرة إلى مساحات احتفالية، تعكس روح التضامن بين السكان، إذ تعاون الجميع كبارا وصغارا من أجل إخراج الحي في أبهى صورة، في مشهد يعكس عمق الارتباط الشعبي بهذه الذكرى العطرة.
المساجد منارات للفرح والإيمان
المساجد في المحافظة كان لها نصيب وافر من هذه الاستعدادات، حيث تزينت مآذنها بالأنوار الخضراء، وازدانت جدرانها بعبارات المدح والثناء لرسول الله. هذه الأجواء لم تقتصر على الجانب الجمالي فقط، بل رافقها إعداد برامج دينية تتضمن المحاضرات والخطب التي تذكّر بمولد النبي الكريم وقيم رسالته. كما تحوّلت المساجد إلى مراكز تجمع للمواطنين، حيث يقضون أوقاتا روحانية تملؤها السكينة والطمأنينة، وتتعالى فيها أصوات الأناشيد والمدائح النبوية التي تزيد من عمق الأجواء الإيمانية في المدينة.
المباني الحكومية
في إطار المشاركة العامة، تزيّنت المباني الحكومية والدوائر الرسمية بالأنوار واللافتات الخضراء التي حملت شعارات وعبارات تعظيم لرسول اللة . هذه الخطوة تعكس حرص المؤسسات الرسمية على إحياء هذه المناسبة وتعزيز الحضور المجتمعي لها، باعتبارها رمزا للوحدة والهوية الإيمانية للشعب اليمني. وقد ساهمت هذه المشاركة في نشر الأجواء الاحتفالية على نطاق أوسع، لتشمل جميع المرافق العامة من مدارس ومراكز صحية ومؤسسات خدمية، بحيث يظهر مشهد المدينة وكأنه لوحة واحدة متناسقة تجتمع فيها كل تفاصيل الفرح بالمولد النبوي الشريف.
عبارات الولاء
اللافتات الضخمة التي علقت على واجهات المباني وفي الشوارع العامة أضافت طابعاً خاصاً للاحتفاء، حيث تضمنت آيات قرآنية وأحاديث نبوية وكلمات تمجد مقام الرسول الأعظم . هذه اللافتات لم تكن مجرد ديكور، بل شكلت رسالة معنوية عميقة لأبناء المجتمع، تؤكد على استمرار التمسك بالرسالة النبوية وبالقيم التي جاء بها الإسلام. وتنوّعت العبارات بين الدعاء بالصلاة والسلام على النبي الكريم وبين التأكيد على أهمية الاقتداء بهديه وسيرته، ما جعلها جزءاً من الأجواء الروحانية التي تملأ المدينة في هذه الأيام.
فرحة وابتهاج
المتجول في شوارع المدينة يلحظ علامات الفرح على وجوه المواطنين، حيث يتبادلون التهاني بقدوم هذه المناسبة المباركة، كبار السن يبدون متمسكين بذكريات الطفولة حين كانوا يحتفلون بالمولد النبوي، بينما ينقلون هذه المشاعر إلى الأجيال الجديدة، لتبقى الذكرى حاضرة ومتجددة. أما الشباب، فقد شاركوا بفعالية في تزيين الشوارع وتنظيم الأنشطة المختلفة، وهو ما يعكس دورهم المحوري في إحياء هذه المناسبات. ويظهر الأطفال بأبهى صورة، وقد ارتسمت على وجوههم ابتسامات عريضة تعبر عن بهجتهم الخاصة بالمناسبة..
تعبير عن فرحتهم
أجمع المواطنون في الحديدة على أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العام يحمل طابعا مميزا يختلف عن الأعوام السابقة، نظرا لكثافة المشاركة الشعبية وتنوع مظاهر الزينة التي غطت كل زاوية في المدينة.
ويؤكد الأهالي أن هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى عابرة، بل هي مناسبة متجددة تعكس ارتباطهم الوثيق بالرسول الكريم وبحسب ما يرويه بعض المواطنين، فإن مجرد رؤية الأضواء الخضراء المضيئة في الشوارع تبعث في النفوس شعورا بالسكينة والطمأنينة، وكأنها رسالة روحية تحيي في القلوب معاني المحبة والاقتداء بنبي الرحمة.
مشاركة تعكس روح الانتماء
يرى المواطنون أن المشاركة في الاحتفال بالمولد النبوي تمثل فرصة للتعبير عن هويتهم الإيمانية وتأكيد انتمائهم للأمة الإسلامية الجامعة. فقد حرص الجميع، كبارا وصغارا، رجالاً ونساءً، على المشاركة في تزين الشوارع والميادين سواء عبر المساهمة في تعليق الأضواء أو عبر المشاركة في الفعاليات الثقافية والإنشادية التي تقام بهذه المناسبة. ويؤكد الأهالي أن مشاعرهم هذه لا يمكن وصفها بكلمات، حيث يشعرون بأنهم يعيشون لحظات استثنائية تجمع بين الفرح الروحي والابتهاج الجماعي. هذا التلاحم الشعبي هو ما جعل مظاهر الاحتفال في الحديدة لهذا العام أكثر بهجة وبهاءً.
بهجة تعم المناول
المواطنون يشيرون أيضاً إلى أن فرحتهم لا تقتصر على الشوارع والميادين، بل تمتد إلى داخل البيوت، حيث تنشغل الأسر في إعداد الحلويات والمأكولات الخاصة بالمناسبة، إلى جانب تعليق الزينة على أبواب المنازل والنوافذ. هذا التفاعل العائلي يعزز الروابط الأسرية ويمنح الجميع فرصة للتلاقي وتبادل التهاني، ما يجعل الأجواء أكثر دفئاً وحميمية، كما أن مظاهر البهجة في الطرقات، الممزوجة بضحكات الأطفال وأصوات الأناشيد، تضيف جواً روحانياً يشعرك وكأن المدينة كلها تحتفل بروح واحدة موحدة، هدفها التعبير عن المحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.