اخبار اليمن
موقع كل يوم -سما نيوز
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
شهدت اليمن في العقدين الماضيين تحولات جذرية كان أبرز ملامحها نهاية حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي وإن اختلفت الآراء حوله، إلا أن المتفق عليه أنه كان رجل دولة استثنائيا خبر تضاريس اليمن شمالاً وجنوباً وأدرك بذكائه السياسي المعقّد طبيعة التركيبة القبلية والاجتماعية للبلاد كان صالح يعلم تماماً أن الحرب الأهلية تعني تمزيق النسيج اليمني لذلك اختار في لحظة حرجة التنازل عن السلطة بدعم ورعاية الأشقاء في المملكة العربية السعودية لصالح نائبه عبدربه منصور هادي الأخير حاول أن يعيد الأمور إلى نصابها لكنه اصطدم بجدار الواقع اليمني المعقّد حيث ظل القرار محتجزاً في يد منظومة قبلية نافذة حاولت الاستفراد بالحكم.
قرارات هادي بتفكيك الجيش رغم نواياها الإصلاحية مهّدت الطريق لانهيار الدولة وسقوط العاصمة صنعاء في قبضة ميليشيا الحوثي بعد اتفاق السلم والشراكة ومن هنا بدأت اليمن تدخل نفقاً مظلماً تحوّلت فيه البلاد إلى ساحة صراع دولي وإقليمي تتقاسم فيه النفوذ قوى متعددة سقطت الدولة وسقطت معها شرعية هادي أما صالح فحاول مجدداً الرقص على رؤوس الثعابين لكن الثعابين هذه المرة لدغته فكانت النهاية مأساوية ومروعة أنهت فصلًا من فصول حكمه الطويل اليوم لا دولة في عدن ولا استقرار في صنعاء ما تبقى هو شعب يعاني وثوار بالأمس تحولوا إلى لاجئين في فنادق الخارج فيما الوطن يتآكل تحت وطأة الحرب والفساد والمليشيا وغدر السياسة.