اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١١ أب ٢٠٢٥
تشهد الأكشاك في وسط لاباز تراجعا في كميات السلع المعروضة حتى الخبز، في مؤشر إضافي على أزمة اقتصادية حادة تواجهها بوليفيا وتتصدر اهتمامات السكان قبيل انتخابات رئاسية يتوقع أن تعيد اليمين الى السلطة.
يجول ويلسون باز، وهو صاحب مهنة حرة عمره 39 عاما، بين عشرات الأكشاك بحثا عن خبز 'ماراكيتا' المشهور في العاصمة البوليفية، لكنه لا يعثر عليه. ويقول تعليقا على الوضع 'ننتظر الانتخابات بفارغ الصبر لتغيير هذا النظام الذي أفقرنا'.
فاقم نقص الأغذية والوقود والدولارات استياء البوليفيين، وللمرة الأولى منذ 20 عاما، يتصدر مرشحان من اليمين السباق في الانتخابات المقررة الأحد بحسب استطلاعات الرأي.
ولم يترشح مجددا الرئيس لويس أرس الذي فقد شعبيته. أما إيفو موراليس، الذي حكم البلاد ثلاث مرات بين عامي 2006 و2019، فقد استُبعد بسبب تخطيه عدد مرات الترشح، وصَدَر بحقه أمر اعتقال في قضية تتعلق بالاتجار بقاصر، وهي تهمة ينفيها.
ويأتي رئيس مجلس الشيوخ أندرونيكو رودريغيز والوزير السابق إدواردو ديل كاستيو، وهما من أبرز مرشحي اليسار، في مراكز متأخرة بحسب استطلاعات الرأي.
تقول ليجيا مالدونادو (70 عاما) وهي تبدي استياءها لعدم تمكنها من الحصول على الخبز 'لا أمل لنا مع هذه الحكومة'.
وبقي سعر خبز الماراكيتا ثابتا، بفضل دعم الحكومة للدقيق المستخدم في صنعه، بالرغم من بلوغ مستوى التضخم السنوي نحو 25% في تموز/يوليو، وهو رقم قياسي منذ 2008.
وقد يُفقد الخبز أحيانا من الأسواق بسبب نقص الدقيق، تماما كما يحصل للزيت والأرز.
- ارتفاع أسعار السلع -
استنزفت الحكومة احتياطيات الدولار لتمويل سياسة الدعم، بينما تنهار صادرات الغاز الطبيعي التي كانت سابقا المحرك الرئيسي للاقتصاد البوليفي والمصدر الرئيس للعملات الأجنبية للبلاد منذ العام 2017.
وأدى نقص الدولار الذي تسبب في مضاعفة قيمته خلال أقل من عام، إلى ارتفاع أسعار السلع بشكل كبير.
ويشتكي سائق سيارة الأجرة مانويل أوسيناغا، بعد انتظاره أكثر من خمس ساعات أمام محطة الوقود لملء خزان سيارته، 'من ارتفاع الأسعار، مثل البيض والحليب والزيت وقطع غيار السيارات'، مشيرا إلى أن هذه المشاهد أصبحت مألوفة في الأشهر الأخيرة.
ويؤكد المتقاعد كارلوس تافيراالبالغ من العمر 65 عاما الذي اعتاد التصويت لصالح اليسار، أنه سيصوت لأفضل مرشح معارض حتى لو كان يمينيا. مشيرا إلى أن 'أي شخص أفضل من هذا الوضع. لم نعد نملك دولارات. وطوابير الانتظار طويلة للحصول على الوقود، والخبز، وكل شيء. لا توجد أدوية حتى في المستشفيات'.
ويرى الخبير الاقتصادي نابوليون باتشيكو، أستاذ جامعة مايور دي سان أندريس، أن البلاد تواجه خطر 'التضخم المفرط'، ويعزو ذلك بشكل رئيسي إلى سياسة طباعة النقد التي اتبعتها الحكومة في محاولة لضمان استقرار الاقتصاد، لتشهد الكتلة النقدية زيادة بنسبة 20% بين عامي 2023 و2024.
ويتعهد المرشحان الأوفر حظا في الانتخابات المقررة الأحد، رجل الأعمال من اليمين الوسط صموئيل دوريا ميدينا والرئيس السابق اليميني خورخي كيروجا، بإنهاء هذه الأزمة.
كما يخططان لإغلاق الشركات العامة التي تكبدت خسائر كثيرة وتقليص الدعم على الوقود ضمن برنامج تقشف.
وقد تصل نسبة الفقر إلى 44%، مقابل 36 إلى 37% حسب الأرقام الرسمية، إذا أُخذ في الاعتبار ارتفاع تكلفة المعيشة، وفقا لمؤسسة جوبيليو البوليفية.
ويحذر نابوليون باتشيكو مقتبسا قول تشرشل 'تلوح في الأفق مرحلة من الدم والعرق والدموع، وعلينا أن نستعد للأسوأ'.