اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
رأي المشهد العربي
تكشف التطورات الميدانية والسياسية في الآونة الأخيرة عن ملامح تحالف غير معلن بين المليشيات الحوثية والمليشيات الإخوانية وتنظيم القاعد، يجمعها هدف واحد هو ضرب الجنوب وإرباك مسار استقراره السياسي والأمني.
هذا التحالف، وإن تباينت شعارات أطرافه، إلا أن وقائع التنسيق الميداني والإعلامي تؤكد وحدة الأهداف والمصالح، في محاولة لإجهاض المشروع الوطني الجنوبي الساعي إلى بناء دولة مستقرة خالية من الإرهاب والوصاية.
تعمل هذه القوى من خلال تنسيق خفي على توظيف أدواتها الدعائية والسياسية لخلق الفوضى وتغذية النزاعات الداخلية، في وقت تتولى فيه خلاياها الإرهابية تنفيذ عمليات تستهدف القوات المسلحة الجنوبية والبنية الأمنية، بما يخدم أجندة مشتركة لإضعاف الجنوب وإبقاءه في حالة استنزاف دائم.
فالمليشيات الحوثية تمد فصائل الإخوان بالمعلومات والسلاح، بينما يوفر الإخوان الغطاء السياسي والإعلامي، وتتولى القاعدة التنفيذ الميداني لخدمة أهداف ثالوث الشر والإرهاب.
تبرز خطورة هذا التحالف في كونه يجمع بين التطرف الطائفي والعقائدي والسياسي، ما يجعله تهديداً شاملاً لمنظومة الأمن الإقليمي والدولي، وليس فقط للجنوب.
فالجنوب الذي خاض معارك طويلة ضد الإرهاب وقدم تضحيات جسيمة لحماية أرضه، يواجه اليوم حربًا مركّبة تسعى إلى تقويض نجاحاته العسكرية والسياسية.
من هنا تزداد أهمية دعم الجنوب في معركته المصيرية ضد هذا الحلف التخريبي، سواء من خلال تعزيز قدراته العسكرية والأمنية أو عبر تمكينه سياسيًا واقتصاديًا ليبقى نموذجًا ناجحًا للاستقرار في المنطقة.
وفي إطار التصدي لهذا الخطر، فإن الوقوف إلى جانب الجنوب لا يمثل موقفًا تضامنيًا فحسب، بل هو دفاع عن الأمن الإقليمي في وجه تمدد الإرهاب بأقنعته المتعددة.
وفي ظل تنامي المؤشرات على تصعيد منسق ضد الجنوب، تبرز دعوة القيادات الجنوبية إلى رص الصفوف، وتعزيز وحدة الموقف الوطني لمواجهة هذا الخطر المشترك، والتصدي لحرب الظلال التي تخوضها قوى الإرهاب عبر أدواتها الإعلامية والسياسية والعسكرية. فالجنوب اليوم يدافع ليس فقط عن أرضه، بل عن مستقبل المنطقة بأسرها.













































