الزراعة في غزة تنهار.. أكثر من نصف الأراضي أصبحت غير صالحة بسبب الحرب

كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في تقرير حديث أن قطاع الزراعة في غزة يعيش حالة انهيار كارثية نتيجة الحرب المستمرة. وأوضح التقرير الصادر في شهر أكتوبر عام 2024 أن ما يقارب 67.6% من الأراضي الزراعية، أي ما يزيد عن عشرة آلاف هكتار، قد لحقت بها أضرار جسيمة حتى الأول من سبتمبر، مقارنة بنسبة 57.3% في شهر مايو الماضي، و42.6% في شهر فبراير، ما يشير إلى تسارع وتيرة الدمار الزراعي بشكل مقلق.

آلاف الهكتارات خارج الخدمة الزراعية

يشير التقرير إلى أن ما يزيد عن ستين بالمائة من إجمالي الأراضي الزراعية لم تعد صالحة للزراعة نهائيًا، مما يشكل تهديدًا مباشرًا على الأمن الغذائي للسكان في قطاع غزة. كما أدى القصف والاستهداف المباشر للأراضي والمزارع إلى تحويل أراضٍ خصبة كانت تشكل مصدر رزق لآلاف الأسر إلى أراضٍ قاحلة غير صالحة للاستغلال الزراعي.

البساتين والمحاصيل تتعرض للإبادة

بحسب منظمة الأغذية والزراعة، فإن 71.2% من البساتين والأشجار المثمرة قد تضررت بشدة، وهو ما يعني ضياع كميات هائلة من المحاصيل الموسمية والدائمة. كذلك تعرض 67.1% من المحاصيل الحقلية للدمار، خاصة في منطقة خان يونس، التي كانت تشتهر بخصوبة أراضيها وتنوع محاصيلها الزراعية.

خان يونس تدفع الثمن الأكبر

تحظى منطقة خان يونس الجنوبية بمكانة زراعية محورية في غزة، إلا أن الحرب تسببت في تدمير معظم أراضيها الزراعية. وقد أشار التقرير إلى أن خان يونس كانت من بين أكثر المناطق تضررًا، حيث شملت الأضرار الكبرى المحاصيل الحقلية التي تشكل جزءًا أساسيًا من الغذاء المحلي.

مستقبل الزراعة في مهب الريح

أثار التقرير الدولي قلقًا متزايدًا لدى المنظمات الإنسانية والإغاثية، التي حذرت من تأثيرات هذه الكارثة الزراعية على الأمن الغذائي في القطاع. ومع استمرار النزاع وغياب جهود فاعلة لإعادة الإعمار الزراعي، يبقى مستقبل الزراعة في غزة غامضًا ومهددًا بانهيار كامل ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لإنقاذ ما تبقى من هذا القطاع الحيوي.