توتر جديد بين واشنطن ومادورو بعد تقارير عن نية ترامب استهداف فنزويلا

أفادت شبكة CNN الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ناقش مع عدد من كبار المسؤولين في إدارته خططًا عسكرية لقصف مواقع إنتاج الكوكايين في فنزويلا، ضمن ما تصفه واشنطن بـ“الحرب على المخدرات”.

البيت الأبيض يدرس قصف منشآت مخدرات في كاراكاس

وذكرت مصادر مطلعة للشبكة أن ترامب أبدى اهتمامًا متزايدًا بالتحرك ضد ما تعتبره الإدارة الأمريكية آنذاك “مصدرًا رئيسيًا لتدفق المواد المخدرة إلى الولايات المتحدة”، مشيرة إلى أن المناقشات شملت خيارات محدودة لشن ضربات جوية دقيقة تستهدف منشآت يُعتقد أنها تُستخدم لتصنيع أو تخزين المخدرات داخل الأراضي الفنزويلية.

تحذيرات داخلية من مغبة التحرك العسكري

بحسب التقرير، فإن بعض المستشارين العسكريين حذروا ترامب من تبعات مثل هذا القرار، خاصة على العلاقات الأمريكية مع دول أمريكا اللاتينية، التي قد ترى في الخطوة انتهاكًا للسيادة الفنزويلية ومقدمة لعمل عدواني جديد في المنطقة.

وأضافت CNN أن المناقشات لم تصل بعد إلى قرار نهائي، وأن البيت الأبيض كان يدرس حينها “مجموعة من الأدوات” للحد من تدفق الكوكايين والمخدرات عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، في ظل تزايد الضغوط السياسية على إدارة ترامب لمواجهة هذه الظاهرة.

توتر متصاعد بين واشنطن وكاراكاس

يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا توترًا متصاعدًا منذ إعلان واشنطن عدم اعترافها بشرعية الرئيس نيكولاس مادورو، ودعمها لزعيم المعارضة خوان غوايدو.

وقد زادت حدة التوتر بعد فرض واشنطن عقوبات اقتصادية قاسية على حكومة مادورو، شملت قطاع النفط والبنوك، في محاولة للضغط على النظام الفنزويلي لإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية.

ردود فعل غامضة من كاراكاس

حتى لحظة نشر التقرير، لم تصدر الحكومة الفنزويلية أي تعليق رسمي على ما أوردته شبكة CNN، لكن مصادر مقربة من الرئيس نيكولاس مادورو وصفت تلك الأنباء بأنها “محاولة أمريكية لتبرير عدوان محتمل على البلاد”، معتبرة أن مثل هذه التحركات “تندرج ضمن سياسة واشنطن المستمرة للتدخل في شؤون الدول ذات السيادة”.

وأضافت المصادر أن فنزويلا “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تهديد”، وأن الجيش الفنزويلي “مستعد لحماية البلاد من أي عدوان خارجي”.

تصعيد جديد في 'الحرب على المخدرات'

تحركات ترامب المحتملة ضد فنزويلا – وفق ما نشرته CNN – تأتي في إطار استراتيجية أوسع أطلقها البيت الأبيض لمحاربة تجارة المخدرات عبر أمريكا اللاتينية، خاصة مع اتهامات متكررة لحكومات المنطقة بالتورط أو التساهل في مواجهة شبكات التهريب.

وتشير تقارير أمريكية إلى أن واشنطن خصصت مليارات الدولارات خلال العقد الماضي لتعزيز التعاون الأمني مع دول أمريكا الجنوبية، لكنها لم تحقق النتائج المرجوة في الحد من إنتاج الكوكايين.

المراقبون: خطوة قد تشعل أزمة إقليمية

يرى محللون أن مجرد طرح خيار القصف الجوي على الطاولة يعكس مدى تشدد إدارة ترامب في مقاربة ملفات الأمن الإقليمي، محذرين من أن تنفيذ مثل هذا القرار قد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية واسعة بين الولايات المتحدة وجيرانها في نصف الكرة الجنوبي.

وأكد خبراء أن فنزويلا – رغم أزمتها الاقتصادية والسياسية – تمتلك منظومة دفاع جوي قوية بدعم روسي، ما يجعل أي عمل عسكري أمريكي “مغامرة محفوفة بالمخاطر”.

خلاصة التقرير

يبقى السؤال المطروح الآن: هل كانت هذه الخطط مجرد حديث داخل أروقة البيت الأبيض لم يغادر حدود النقاش السياسي، أم أنها تعكس نية حقيقية للتصعيد العسكري ضد فنزويلا تحت غطاء “الحرب على المخدرات”؟

وفي كل الأحوال، تكشف المعلومات الجديدة عن عمق التوتر بين واشنطن وكاراكاس، وعن توجه أمريكي أكثر حدة في التعامل مع خصومها في أمريكا اللاتينية.

الكلمات المفتاحية

دونالد ترامب، فنزويلا، شبكة CNN، الحرب على المخدرات، نيكولاس مادورو، البيت الأبيض، الضربات الجوية الأمريكية، المخدرات، أمريكا اللاتينية.