اخبار اليمن
موقع كل يوم -سما نيوز
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
في لقاء حواري موسع، استضاف منبر عدن للحوار والسلام والتنمية ندوة هامة لمناقشة تحديات ومستقبل مشروع التصالح والتسامح الجنوبي، وضرورة تعزيز الشراكة الوطنية في ظل التحديات الراهنة. الندوة، التي ترأسها الشيخ علي بن شنظور، جمعت نخبة من القيادات العسكرية والسياسية والأكاديمية والإعلامية، الذين أكدوا على أن هذا المشروع لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة ملحة.
أهداف الندوة وأبرز المشاركين
بدأت الندوة بكلمة للشيخ علي بن شنظور، الذي شدد على أن الهدف من هذه الدعوة هو الحفاظ على قيم مشروع التصالح والتسامح، الذي انطلق في عام 2006، باعتباره أساسًا للوحدة الجنوبية، وليس أداة ضد أي طرف سياسي. وقد شهدت الندوة حضورًا لافتًا لشخصيات بارزة، منها:
* **القيادات العسكرية:** اللواء الدكتور قائد عاطف، اللواء صالح علي زنقل، اللواء علي ناجي عبيد، العميد علي عامر، العميد ناصر باصميع، العميد محسن الفضلي، العميد وهيب بن سلم الحضرمي، والعميد حسين الحالمي.
* **الأكاديميون والسياسيون:** الدكتور فضل مكوع، الدكتور صالح الجبواني، الدكتور علي أبو بكر الزامكي، والمهندس محمد محسن.
* **القيادات القبلية:** الوكيل الشيخ حسين الجنيدي، والأمير محمد غالب العفيفي.
* **الإعلاميون والناشطون:** صلاح السقلدي، وسعيد اليهري، ومحمد علي الحريبي.
**محور النقاش: التصالح بين المبدأ والتطبيق**
ركزت المداخلات على الفجوة بين مبادئ التصالح والتسامح المعلنة والممارسات الفعلية على أرض الواقع. وقد انتقد عدد من المشاركين ما اعتبروه فشلًا في ترجمة هذه المبادئ إلى خطوات عملية.
**الشيخ علي بن شنظور** أكد أن الدعوة تأتي من دافع وطني للحفاظ على قيم المشروع، بينما دعا **اللواء صالح علي زنقل** إلى ضرورة البحث عن إطار جديد يكون بمثابة محرك للمشروع، محذرًا من استدعاء خلافات الماضي التي قد تضر بما تحقق.
من جانبه، تساءل **الأمير محمد غالب العفيفي** بمرارة عن مدى تطبيق هذه المبادئ، قائلًا: 'أين هذا التصالح في الواقع؟' وأعرب عن أمله في أن يتحمل المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولية تصحيح الأخطاء ووقف الفساد.
بدوره، أشار **الأستاذ سعيد اليهري** إلى أنه تم اقتراح تشكيل هيئة وطنية للحوار والمصالحة بعد اللقاء التشاوري، لكن هذا المقترح لم يرَ النور. وأكد أن الشراكة الوطنية هي شرط أساسي لنجاح التصالح.
-**دور الإعلام وتصحيح المسار**
ركزت مداخلات عدة على أهمية دور الإعلام في تعزيز قيم التصالح. **الدكتور علي أبوبكر الزامكي** دعا إلى وضع برامج توعية لتصحيح الأخطاء، مشددًا على أن نجاح المشروع يعتمد على جهود أبناء الجنوب أنفسهم وليس على الآخرين. أما **الإعلامي صلاح السقلدي**، فقد قدم شكره لمن ساهم في إطلاق المشروع عام 2006، مؤكدًا أهمية المنتديات في تعزيز النسيج الجنوبي.
كما أشار **العميد وهيب بن سلم الحضرمي** إلى أهمية الاستفادة من التجارب الدولية، مثل التجربة الرواندية، التي تم دراستها من قبل لجنة الحوار الجنوبي، لكن جهودها لم يتم استثمارها بالشكل الأمثل.
-**التنمية والاقتصاد كعصب للمصالحة**
كان لجانب التنمية والاقتصاد نصيب كبير من النقاش، حيث اعتبره المشاركون أساسًا لنجاح أي مشروع سياسي. **اللواء علي ناجي عبيد** استعرض تجربة كوريا الجنوبية في النهوض عبر الاستثمار في طاقات المجتمع، مؤكدًا أن أي حزب يسعى لقيادة الجنوب يجب أن يقدم حلولًا ترتبط بالتنمية ومصالح الشعب.
كما شدد **العميد علي عامر** على أن الاهتمام بمشاريع التنمية يمكن أن ينعكس إيجابًا على تعزيز الوحدة الوطنية، وأن التذكير بالمصالحة يجب أن يتبعه خطوات عملية.
**خلاصة وتوصيات الندوة**
اختتمت الندوة بمجموعة من التوصيات الهامة:
* **عقد لقاءات موسعة:** التنسيق لعقد لقاء آخر يضم شخصيات ومنتديات إضافية، لتعزيز الحوار وتوحيد الصف.
* **التعاون مع المجلس الانتقالي:** دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي للمشاركة الفاعلة في دعم مشروع التصالح والتسامح، وتحمل مسؤولية تصحيح الأخطاء.
* **تفعيل الشراكة الوطنية:** التأكيد على ضرورة تعزيز مبادئ الحوار والشراكة، وحسن اختيار الكوادر في المناصب، بما يخدم النسيج الجنوبي.
* **الاستثمار في التنمية:** التواصل مع رجال الأعمال لدعم جهود التنمية، انطلاقًا من دور الاقتصاد في تحسين حياة المواطنين.
* **توحيد الخطاب الإعلامي:** انتهاج خطاب إعلامي عقلاني يخدم الوحدة ولا يفرق.
كما تلقت الندوة رسالة من **الشيخ أحمد عباد المرقشي**، الذي أكد فيها أن 'التسامح والتعايش والشراكة ليس خيارًا ثانويًا، بل هو واجب ديني وأخلاقي ووطني، وبدونه لن يستقيم حال الوطن'.
هذا التقرير هو إضاءة على ما دار في الندوة، وهو جزء من جهود منبر عدن للحوار لتعزيز السلام والتنمية في الجنوب.