اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٣١ تشرين الأول ٢٠٢٥
تشهد الساحة الدولية هذه الأيام حالة غير مسبوقة من التوتر السياسي والعسكري، بعد أن تصاعدت الخلافات بين فنزويلا وعدد من الدول الغربية الكبرى، فمع تزايد الحديث عن تحركات عسكرية مشبوهة في محيط الأراضي الفنزويلية، بدأ القلق ينتشر داخل الأوساط السياسية والاقتصادية على حد سواء، وتعد فنزويلا، التي تمتلك واحداً من أكبر احتياطيات النفط في العالم، محوراً استراتيجياً مهماً، ما يجعل أي اضطراب فيها ذا تأثير مباشر على الأسواق العالمية، ويخشى المراقبون من أن تؤدي هذه الأزمة إلى إشعال مواجهة واسعة النطاق، خصوصاً في ظل تضارب المصالح الدولية في المنطقة اللاتينية.
تحركات عسكرية تثير الرعب في البحر الكاريبي
رصدت تقارير استخباراتية وتحليلات عسكرية نشاطاً مكثفاً بالقرب من السواحل الفنزويلية، حيث شوهدت قطع بحرية وطائرات استطلاع تابعة لقوى أجنبية تقوم بعمليات مراقبة مستمرة، وأكدت بعض المصادر أن هذه التحركات قد تكون تمهيداً لعمليات عسكرية محدودة تستهدف منشآت استراتيجية داخل الأراضي الفنزويلية، أبرزها الموانئ النفطية ومراكز الاتصالات العسكرية، وأعلنت السلطات الفنزويلية عن رفع حالة التأهب القصوى في الجيش الوطني، مع نشر وحدات إضافية في المناطق الساحلية، وأكد الرئيس نيكولاس مادورو أن بلاده “لن تسمح لأي جهة خارجية بانتهاك سيادتها”، محذراً من أن أي اعتداء سيقابل برد “حاسم ومؤلم”.
قرارات اقتصادية تشعل الأزمة أكثر
لم يتوقف التصعيد عند الجانب العسكري، بل امتد ليشمل المجال الاقتصادي والمالي. فقد أعلنت بعض الدول الغربية سلسلة من العقوبات الجديدة ضد شركات الطاقة والبنوك الفنزويلية، متهمة كراكاس بانتهاك القوانين الدولية وتشمل هذه الإجراءات تجميد أصول ضخمة ومنع التعامل المالي مع مؤسسات حكومية، ما تسبب في اضطرابات حادة داخل الاقتصاد الفنزويلي ورداً على ذلك، اتهمت الحكومة الفنزويلية خصومها بشن “حرب اقتصادية صامتة”، تهدف إلى إضعاف النظام الداخلي وإثارة الفوضى الاجتماعية، وأكدت أن البلاد قادرة على الصمود من خلال التعاون مع حلفائها التقليديين مثل روسيا والصين وإيران.
صراع النفوذ الدولي يتجدد
يرى محللون أن ما يجري في فنزويلا ليس مجرد خلاف داخلي أو عقوبات اقتصادية، بل هو جزء من صراع أوسع على النفوذ في أمريكا اللاتينية، فبينما تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة بسط سيطرتها في المنطقة، تعمل روسيا والصين على توسيع وجودهما الاستراتيجي هناك، ما يجعل فنزويلا ساحة جديدة لتصفية الحسابات الدولية ويحذر مراقبون من أن أي مواجهة عسكرية أو حصار شامل قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، خاصة في ظل معاناة الشعب الفنزويلي من نقص الغذاء والوقود والدواء، كما يخشى البعض من أن تؤدي هذه الأحداث إلى موجة نزوح جماعية نحو الدول المجاورة، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
يبقى الوضع في فنزويلا اختباراً حقيقياً لقدرة العالم على تجنب الحروب غير الضرورية، فالتوتر المتصاعد يهدد بانفجار أزمة قد تمتد آثارها إلى الاقتصاد العالمي بأسره، وبين قرارات العقوبات والتحركات العسكرية، يترقب الجميع ما ستسفر عنه الأيام القادمة، في انتظار ما إذا كانت الحكمة ستنتصر أم أن صوت المدافع سيعلو مجدداً فوق أصوات الدبلوماسية.













































