اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تتصدر القصة الكاملة لأحمد الشرع المشهد السياسي السوري خلال الأيام الأخيرة، بعد تداول تقارير إعلامية عالمية تحدثت عن توبيخه لمسؤولين مقربين بسبب مظاهر الثراء الفاحش، وسط تحولات جذرية تشهدها سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق، وأثار التقرير الذي نشرته وكالة رويترز عاصفة من النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تناول ما وصفته الوكالة بـ“رسالة إصلاحية” وجهها الشرع لقيادات حكومية ورجال أعمال حول ضرورة الحفاظ على مبادئ الثورة والابتعاد عن مظاهر الترف.
ملامح الانتقاد والجدل حول مظاهر الثراء
وفق التقرير المتداول، خاطب أحمد الشرع مسؤولين ورجال أعمال حضروا اجتماعًا رسميًا قائلاً إن ما شاهده من سيارات فاخرة وحضور بروتوكولي فخم لا يعكس قيم المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا، وأشار التقرير إلى أن الشرع أبدى استغرابه من “تغير سلوك بعض القادة بسرعة”، مضيفًا أن هذه المظاهر قد تُضعف الثقة الشعبية في الحكومة الجديدة وتعيد إلى الأذهان نموذج الحكم القديم القائم على المحسوبية والتوريث السياسي.
دور العائلة ومواقع النفوذ في الحكومة الجديدة
تشمل القصة الكاملة لأحمد الشرع أيضاً إشارات إلى بروز شخصيات من عائلته ضمن المناصب الرفيعة في الدولة، حيث يشرف أحد أشقائه على ملف الاستثمار وإدارة الأنشطة الاقتصادية، بينما يتولى آخر منصب الأمين العام للرئاسة ويشارك في اللقاءات الرسمية مع قادة دول، من بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء موسكو الأخير، في المقابل، ذكرت مصادر أن أحد أفراد الأسرة وُجه إليه اتهام في إطار حملة مكافحة الفساد التي أطلقتها الحكومة الانتقالية.
من معسكر بوكا إلى قيادة المعارضة السورية
يُعرف الشرع بماضيه المثير للجدل، إذ سجن في معسكر بوكا بالعراق بعد مشاركته في قتال القوات الأمريكية في عام 2003، قبل أن يعود إلى سوريا وينضم إلى صفوف المعارضة المسلحة ضد النظام السابق، ويعد مؤسس جبهة النصرة قبل أن يعلن انفصاله عنها لاحقًا، وهو ما شكل نقطة تحول في مساره السياسي، إذ ركز لاحقًا على بناء كيان محلي يحكم مناطق واسعة شمال غرب البلاد ويقدم خدمات مدنية للسكان بعيدًا عن الأيديولوجيات العابرة للحدود.
قيادة هيئة تحرير الشام والتحول نحو الحكم المحلي
مع تطور الأحداث، قاد الشرع جماعة هيئة تحرير الشام التي لعبت دورًا بارزًا في السيطرة على مناطق واسعة من الشمال السوري، ثم كان جزءًا من التحالف الذي أدى إلى انهيار حكم الأسد العام الماضي، وتركزت رؤيته على إدارة الحكم المحلي وإعادة بناء المؤسسات بعد سنوات من الحرب، في محاولة لتأسيس نظام سياسي قائم على إدارة مدنية وخدمات اجتماعية، في ظل تحديات اقتصادية وأمنية كبيرة.
سوريا بين إعادة الإعمار وتثبيت الاستقرار
تختتم القصة الكاملة لأحمد الشرع مرحلة مفصلية تعيشها سوريا بعد سنوات من الصراع الدموي الذي أودى بحياة مئات الآلاف وأسفر عن تهجير الملايين، وبين آمال إعادة الإعمار وسعي الشرع لترسيخ نفوذ حكومته، يظل المستقبل السياسي للبلاد مرهونًا بقدرة القيادة الجديدة على تحقيق توازن بين مطالب الشعب وإدارة ملفات الأمن والاقتصاد والعلاقات الدولية، مع استمرار الأنظار نحو خطواته القادمة وكيفية معالجة تحديات المرحلة الانتقالية.













































