اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبأ نت
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
غزة – سبأ:
على عتبة منزل صغير قرب مفترق الصاروخ في شارع الجلاء شمال غرب مدينة غزة، يجلس طفلان لا يتجاوز أكبرهما الستة أعوام: عبد العزيز ذو العامين والنصف، وشقيقه إسماعيل ابن الست سنوات. لا يغادران المكان منذ الصباح وحتى حلول الظلام. تلاحق أعينهما كل مارٍّ في الشارع وكل حركة في الطريق، على أمل أن يعود والدهما محمد البزم (49 عامًا)، الذي اختفى منذ أشهر، دون أن تترك خطواته الأخيرة أي أثر.
لا تزال عائلة الشاب محمد تعيش فصولًا من القلق والترقّب منذ اختفائه في ظل حرب لا تُبقي أثرًا ولا تُقدّم إجابات.
طرق أفراد عائلته كل الأبواب، ووجّهوا نداءاتهم إلى الصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية والدولية، لكن الإجابة كانت واحدة وموجعة: 'لا معلومات'.
وبصوت يختنق بالألم، يروي شقيقه أحمد رحلته الطويلة في البحث لموقع' فلسطين أون لاين' اليوم الجمعه: 'طرقنا كل الأبواب. لا نعرف إن كان استُشهد، أم اعتُقل، أم حاول العودة ولم يصل. حتى عندما تُنشر قوائم الأسرى أو أسماء المفرج عنهم، نبحث عن اسمه بين السطور ولا نجد شيئًا'.
لم يترك أحمد وسيلة إلا لجأ إليها؛ نشر صورة شقيقه عبر وسائل التواصل، تواصل مع كل الجهات، وشارك بياناته أملاً بأن يظهر خيط يقوده إليه، لكن الصمت ظل سيد الموقف.
وبعد إعلان وقف إطلاق النار، عاد أحمد إلى منزل العائلة مسرعًا، يفتش بين الركام، وفي الأزقة، وعلى أبواب المستشفيات، لعلّ محمد ترك أثرًا أو وصل دون أن يعلم أحد. لكن شيئًا لم يتغير، وكأن الأرض ابتلعته.
يقول أحمد والدموع تترقرق في عينيه: 'أمنيتي الوحيدة أن أعرف مصيره، حتى لو كان قد استشهد. المهم ألا يبقى مجهولًا. فقدنا والدي في أكتوبر 2023 بعد إصابته بقصف منزل مجاور، ولا نحتمل فقدان أخٍ آخر دون أن نعرف أين هو'.
وعلى عتبة المنزل ذاته، يجلس عبد العزيز وإسماعيل كل يوم، يحدقّان في الطريق، ينتظران خطوات أبٍ غاب، ويبحثان في الوجوه عن ملامح غائبة. وبين الانتظار والأسئلة المفتوحة، يظل الغياب العنوان الأكبر لقصة لم تُكتب نهايتها بعد.
إكــس













































