اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
كشف العلماء في ورقة بحثية حديثة أنهم رصدوا عبر موجات الجاذبية الأرضية، أكثر اصطدام كوني عنيف على الإطلاق بين ثقبين أسودين عملاقين، بحسب Interesting Engineering.
وفي يوم 23 نوفمبر 2023، التقطت شبكة مراصد 'ليغو-فيرغو-كاغرا' (LVK) إشارة غريبة حملت اسم GW231123. وبعد تحليل دقيق، تبين أن هذه التموجات في نسيج الزمكان ناتجة عن تصادم هائل بين ثقبين أسودين تبلغ كتلة أحدهما 103 أضعاف كتلة الشمس، بينما يصل الثاني إلى 137 ضعفا.
وكانت نتيجة هذا الاصطدام الكوني النادر ولادة ثقب أسود فائق تبلغ كتلته 225 ضعف كتلة شمسنا، وهو رقم قياسي جديد في عالم رصد موجات الجاذبية.
وما يجعل هذا الاكتشاف أكثر إثارة هو أنه يتحدى بشكل جذري النظريات الحالية حول تكون الثقوب السوداء. فحسب النماذج الفلكية السائدة، من المستحيل أن تتشكل ثقوب سوداء بهذه الضخامة من خلال الانهيار المباشر للنجوم. وهذا الاكتشاف يدفع العلماء لإعادة النظر في فهمهم لتطور النجوم والثقوب السوداء، حيث يرجح البعض أن هذين الثقبين الأسودين قد يكونا نفسيهما نتاجا لاصطدامات سابقة بين ثقوب سوداء أصغر.
لكن الكتلة الهائلة ليست المفاجأة الوحيدة في هذا الاكتشاف. فقد أظهرت البيانات أن الثقبين الأسودين كانا يدوران بسرعة مذهلة تصل إلى 400 ألف مرة سرعة دوران الأرض حول محورها. هذه السرعات الخيالية تدفع نظرية النسبية العامة لأينشتاين إلى أقصى حدودها، وتتطلب نماذج رياضية معقدة لفهم ديناميكيات هذا الاصطدام الكوني الفريد.
وهذا الحدث الاستثنائي ليس مجرد رقم قياسي جديد يضاف إلى سجلات علم الفلك، بل يمثل نافذة نادرة لفهم بعض من أكثر الظواهر الكونية غموضا. فالثقوب السوداء بهذه الكتلة العملاقة، والتي يعتقد أنها تلعب دورا محوريا في تشكل المجرات، كانت حتى وقت قريب مجرد تنبؤات نظرية يصعب إثباتها. والآن، وبفضل تكنولوجيا رصد موجات الجاذبية، أصبح لدينا دليل ملموس على وجودها وتفاعلاتها العنيفة.
وستعرض نتائج هذه الدراسة مفصلة في اجتماع GR-Amaldi في غلاسكو بإسكتلندا من 14 إلى 18 يوليو 2025، حيث سيحاول العلماء كشف المزيد من أسرار هذه الظاهرة الكونية الفريدة.