اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٣٠ أيار ٢٠٢٥
أنقرة- أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي يزور أوكرانيا الجمعة 30 مايو 2025، أنّ روسيا وأوكرانيا 'تريدان وقف إطلاق النار' وذلك خلال زيارته كييف، قبل جولة ثانية محتملة من المفاوضات المباشرة بين الجانبين في اسطنبول الأسبوع المقبل.
وأصبحت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تسعى إلى الحفاظ على علاقات مع كل من كييف وموسكو، وسيطا رئيسيا في الجهود التفاوضية بين كييف وموسكو، في ظل مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ولم تؤكد كييف بعد ما إذا كانت سترسل وفدا إلى اسطنبول للمشاركة في المحادثات التي اقترحت موسكو عقدها الإثنين.
وتطلب أوكرانيا من روسيا إطلاعها مسبقا على شروطها للسلام التي ضمّنتها في 'مذكرة' قالت موسكو إنّها لن تسلّمها للوفد الأوكراني إلا خلال المحادثات المقبلة.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن هاكان فيدان الذي كان متوجها إلى كييف بالقطار، قوله 'أرى أن الوضع بدأ يأخذ منحى أكثر تفاؤلا مع بدء المفاوضات'.
وأشار إلى أن 'الجانبين يريدان وقفا لإطلاق النار. لا أحد يقول إنه لا يريد' ذلك، لكنّه أقر بأن 'الجانبين لديهما مطالب مختلفة (...) يجب التوفيق بين هذه المطالب، وهذا هو هدف المفاوضات والوساطة'.
وأجرى فيدان في وقت سابق هذا الأسبوع محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.
وبعد وصوله إلى كييف الجمعة، التقى نظيره الأوكراني أندري سيبيغا كما زار النصب التذكاري للجنود القتلى.
ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت لاحق الجمعة.
ومنذ أكثر من شهرين، تدعو أوكرانيا روسيا إلى الموافقة على وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة ثلاثين يوما، الأمر الذي اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البداية.
غير أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض مرارا هذه الدعوات، رغم الضغوط التي مارستها واشنطن وأوروبا، في وقت كثّف الجيش الروسي هجماته وأحرز تقدّما في شرق أوكرانيا.
وقال بوتين إنّ وقف إطلاق النار ممكن نتيجة للمفاوضات، مشددا على أنّ المحادثات يجب أن تركّز على 'الأسباب الجذرية' للحرب.
- واشنطن تهدّد بالانسحاب -
وتطالب روسيا أوكرانيا بالتخلّي عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والتنازل لها عن المناطق الخمس التي تقول إنّها ضمّتها.
غير أنّ أوكرانيا تؤكد أنّ هذه الشروط غير مقبولة، معتبرة أنّ الكرملين لا يريد السلام ولا الهدنة، ويحاول فقط كسب الوقت لمواصلة هجومه بينما تستمرّ قواته في إحراز تقدّم على الجبهة في أوكرانيا.
وقتل عشرات آلاف الأشخاص وتعرّض الجزء الأكبر من شرق أوكرانيا وجنوبها لدمار كبير فيما بات الجيش الروسي يسيطر على نحو خُمس الأراضي الأوكراني، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنّ موسكو سترسل إلى اسطنبول الإثنين المقبل الوفد ذاته الذي شارك في الجولة الأولى من المحادثات. وكانت كييف اعتبرت أن إرسال وفد بقيادة مسؤول من المستوى الثاني، يشكّل دليلا على عدم جدية موسكو.
من جهته، يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأ يشعر باستياء متزايد بسبب عدم توصّل زيلينسكي وبوتين إلى اتفاق حتى الآن.
وفي اجتماع لمجلس الأمن الدولي عُقد الخميس، كرّر دبلوماسي أميركي التأكيد أنّ واشنطن قد تنسحب من جهود السلام.
وقال جون كيلي خلال الاجتماع الذي ضمّ مبعوثين روس وأوكرانيين 'إذا اتخذت روسيا القرار الخاطئ بمواصلة هذه الحرب الكارثية، ستضطر الولايات المتحدة إلى التفكير في الانسحاب من جهودنا التفاوضية لإنهاء هذا الصراع'.
ورغم أنّ الجانبين عقدا أول محادثات سلام بينهما منذ أكثر من ثلاث سنوات، لا يبدو أنهما قريبان من التوصل إلى اتفاق يضع حدا للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات والتي بدأت في شباط/فبراير 2022.
وفي المفاوضات التي جرت في 16 أيار/مايو في اسطنبول، قالت أوكرانيا إنّ روسيا هدّدت بتسريع هجومها البري على مناطق جديدة، كما قدّمت مجموعة من المطالب المتشدّدة، من بينها تنازل كييف عن الأراضي التي استحوذت عليها موسكو.
من جهتها، طالبت كييف أولا بالموافقة على وقف القتال للسماح بإجراء محادثات بشأن تسوية طويلة الأمد.
وتطالب أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون، ترامب بفرض عقوبات جديدة على موسكو، وهي خطوة لم يتخذها الرئيس الأميركي حتى الآن.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة، إنّه إذا أكدت موسكو 'أنها غير مستعدّة للسلام'، سيكون على واشنطن أن تؤكد 'التزامها' فرض عقوبات عليها، معتبرا أنّ ذلك بمثابة 'اختبار لمصداقية الأميركيين'.
وأضاف خلال زيارة إلى سنغافورة، 'تحدثت قبل 48 ساعة مع الرئيس ترامب الذي أبدى نفاد صبره. السؤال الآن هو: ماذا نفعل؟ نحن (الأوروبيون) مستعدّون' للمرحلة المقبلة.
ميدانيا، تبادل الطرفان إطلاق طائرات مسيّرة خلال الليل، بعدما أعلنت روسيا هذا الأسبوع أنّها سيطرت على مناطق جديدة في أوكرانيا.