اخبار اليمن
موقع كل يوم -سما نيوز
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
تغادر الطبيبة الطاجيكية أمينة تاج الدين يوم غدٍ الثلاثاء 2 سبتمبر 2025م مدينة المكلا متوجهة إلى بلاد الحرمين الشريفين لأداء مناسك العمرة بعد رحلة طويلة من الظلم والقهر والمعاناة والألم عاشتها في اليمن.
كانت الطبيبة أمينة قد تعاقدت مع مستشفى الرازي بمحافظة أبين للعمل بوظيفة فني عمليات براتب شهري مقداره 800 دولار أمريكي، وقدمت نفسها للعمل بكل تفانٍ وإخلاص على مدى عام وسبعة أشهر. لكن المفاجأة القاسية تمثلت في أنها لم تتسلم سوى راتب شهرين فقط طوال هذه الفترة بينما حُرمت من بقية مستحقاتها المالية التي تبلغ 12 ألف دولار دون أي مسوغ قانوني.
ورغم مناشداتها المتكررة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ونداءاتها الصادقة إلى محافظ أبين وكبار المسؤولين لم تجد من يصغي لصوتها أو يتبنى قضيتها، فتركوها تواجه وحدها قسوة الغربة ومرارة الظلم، وكأن رسالتها الإنسانية التي جاءت بها إلى اليمن قد قوبلت بالجحود والنكران.
اليوم، وهي تستعد لمغادرة اليمن مكسورة الجناح، تحمل الطبيبة أمينة قلباً يعتصره الحزن وخيبة الأمل متجهةً إلى أطهر بقاع الأرض لتشكو إلى الله ظلم من حرمها حقها وأهدر تعبها.
إن قصة الطبيبة أمينة ليست مجرد حكاية عابرة بل جرس إنذار يقرع في وجه الفساد والإهمال الذي يطال حتى من جاءوا إلى بلادنا ليخدموا أهلها بصدق ونية طيبة. فأمينة التي هجرت وطنها وأهلها لتؤدي رسالتها الإنسانية، تعود اليوم إلى بلادها وهي تحمل جراح الغربة وظلم أهل الإيمان والحكمة ومن يدّعون الأصالة والكرم والنخوة.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من ضيّع حقوقها وأهدر تعبها، وأمينة اليوم تمضي إلى مكة المكرمة علّها تجد في رحاب بيت الله الحرام سلوىً لروحها الجريحة، ودعوةً صادقةً بأن يعوضها الله خيراً عمّا فقدته في هذه الأرض.