اخبار اليمن
موقع كل يوم -صحيفة ٤ مايو الالكترونية
نشر بتاريخ: ٦ تموز ٢٠٢٥
4 مايو/ تقرير / منير النقيب
تحلّ الذكرى الـ31 ليوم 7 يوليو 1994، اليوم الذي اجتاحت فيه قوات الاحتلال اليمني العاصمة عدن، معلنةً حربًا شاملة لا تستهدف الأرض فقط، بل الوجود الجنوبي برمّته، دولةً وهويةً وإنسانًا. لم تكن تلك الحرب مجرد مواجهة عسكرية عابرة، بل كانت مشروع اجتثاث متكامل الأركان، هدفه القضاء على حلم شعب الجنوب في دولته المستقلة، وتحويل الجنوب إلى تابع بلا قرار.
*غزوٌ مُسلّح باسم 'الوحدة'
دخلت قوات نظام صنعاء إلى الجنوب بقوة السلاح والفتاوى، محمولةً على عربات الإلغاء والتكفير، ومدعومة بمقاتلين متطرفين جُلبوا من أفغانستان تحت راية 'الوحدة اليمنية'. لم تكن الحرب دفاعًا عن شراكة وطنية، بل عدوانًا مبنيًّا على الطمع والهيمنة، سرعان ما تحوّل إلى احتلال مكتمل الأركان استباح الأرض والثروة والإنسان.
*حرب تعدت القيم والحدود
على مدار أشهر، ارتكبت قوات الاحتلال اليمني انتهاكات جسيمة في عدن وحضرموت وأبين ولحج والضالع، لم تفرّق فيها بين مدني ومقاتل، ولا بين طفل وشيخ. سُجلت مئات الانتهاكات من مجازر واعتقالات تعسفية وتسريح جماعي لعشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين الجنوبيين. ونهب شامل للمؤسسات العامة ومرافق الدولة، وجرائم طالت حتى المعالم التاريخية والثقافية في الجنوب.
*اجتياح سياسي واقتصادي وثقافي
لم يتوقف العدوان عند حدود المعركة المسلحة، بل تواصل بممارسات ممنهجة تهدف إلى إذابة هوية الجنوب الوطنية، عبر فرض مناهج تعليمية موحدة، وتهميش اللغة والثقافة الجنوبية، والتضييق على الصحافة الحرة، والترويج لفكر أحادي نُسج في صنعاء لفرض واقع سياسي واجتماعي جديد على شعب الجنوب.
الجنوب يتذكر.. الجنوب لا يغفر
في كل عام، يعود 7 يوليو ليوقظ جراحًا لم تندمل، وليرسّخ في وجدان الأجيال الجنوبية أن الاحتلال لا يمكن أن يُغتفر، وأن دماء الشهداء التي سالت في عدن والمكلا ولحج وردفان والضالع لن تذهب سُدى. في هذا اليوم، يُجدد أبناء الجنوب العهد بأن لا تنازل عن الدولة، ولا تهاون مع الغزاة، ولا نسيان لما حدث في صيف الدم.
*من مأساة إلى نصر
تحوّل السابع من يوليو إلى يوم وطني مقاوم، ففي 2007، خرجت جماهير الجنوب في مظاهرات مليونية تُحيي الذكرى وتطلق شرارة الحراك الجنوبي السلمي، الذي أعاد وهج القضية الجنوبية إلى الواجهة، وكسر حاجز الصمت الدولي، وفرض واقعًا جديدًا لا يمكن تجاوزه أو القفز عليه.
*انتفاضة الجنوب
لم يكن ما يُسمى بـ'البرلمان اليمني' سوى أداة سياسية للاحتلال، شرعن بها عدوانه، ومارس عبرها التهميش بحق الجنوب. ولهذا يُجمع الجنوبيون اليوم، قيادةً وشعبًا، على رفض أي تحركات لهذا الكيان المنتهي الصلاحية، ويعتبرونه من أبرز رموز حقبة الاستعباد التي بدأت في 1994م.
*المجلس الانتقالي الجنوبي
جاء تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو 2017 بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي كتتويج لمسيرة نضال طويلة، وليكون الممثل الحقيقي لتطلعات الشعب الجنوبي. ومنذ تأسيسه، قاد المجلس معارك سياسية وعسكرية لحماية القضية الجنوبية، ونجح في بناء مؤسسات أمنية وعسكرية حديثة تُعد من أبرز الإنجازات في ظل ظروف الحرب والحصار.
*جيش الجنوب.. من التدمير إلى الانبعاث
بعد أن دمرت قوات صنعاء الجيش الجنوبي في 1994م وسرّحت ضباطه وأفراده، استطاع الجنوب أن يعيد بناء قوته العسكرية من الصفر، حتى باتت اليوم قواته الجنوبية نموذجًا للقوة والانضباط، تشكّل درعًا صلبًا للدفاع عن الأرض والهوية والمكتسبات الوطنية.
*31 عامًا من الاحتلال والرفض
على مدى أكثر من ثلاثة عقود، لم يرضخ الجنوب، بل تحوّل من ضحية إلى فاعل، ومن مكسور إلى صامد، ومن مُستهدف إلى قوة تحسب لها الأطراف الإقليمية والدولية ألف حساب. وما زال صوته يتردد عاليًا في كل المحافل: لن نقبل إلا بدولة جنوبية مستقلة، ولن نساوم على دماء الشهداء.
*دعوة للمجتمع الدولي
في الذكرى الـ31 لحرب الاحتلال اليمني، يجدد شعب الجنوب دعوته إلى المجتمعين العربي والدولي بأن 'الوحدة اليمنية' قد انتهت يوم اجتياح الجنوب في 1994، وأن الاستمرار في تجاهل القضية الجنوبية هو دعم ضمني لسياسات القمع والاستعباد. ويؤكد الجنوبيون أن السلام الحقيقي يبدأ من الاعتراف بحقهم في تقرير المصير واستعادة دولتهم كاملة السيادة.
* تاريخ مدون
يكتب الجنوبيون في صفحات تاريخهم أن 7 يوليو 1994 لم يكن نهاية، بل بداية لمشروع تحرري طويل، بدأ بالرصاص والدم، وانتقل إلى الساحات والميادين، واليوم يُكتب في مؤسسات الدولة الجنوبية التي تنهض من تحت الركام.. دولة تنتمي للغد، وتحمل ذاكرة لا تموت.