اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
مع تسارع وتيرة الحياة وتزايد الضغوط اليومية، تجد أمهات جيل الألفية أنفسهن أمام واقع نفسي معقد، حيث تتشابك مشاعر القلق والخوف مع مسؤوليات التربية ومواجهة عالم يتغير بسرعة غير مسبوقة، بين التحديات الاقتصادية، والأزمات الصحية العالمية، وتغير المناخ، باتت الأمومة الحديثة محفوفة بالمخاوف، ما يستدعي إعادة النظر في كيفية التعامل مع هذا القلق المتصاعد.
77.235.62.132
في هذا السياق، توضح الدكتورة سلمى أبو اليزيد، استشاري الصحة النفسية،الأسباب النفسية والاجتماعية التي تجعل أمهات اليوم أكثر عرضة للقلق مقارنة بالأجيال السابقة، كما تقدم حلولاً عملية للتخفيف من حدة هذا التوتر النفسي.
لماذا يزداد قلق الأمهات في العصر الرقمي؟
تقول الدكتورة سلمى إن أمهات جيل الألفية والجيل Z نشأن في بيئة مشحونة بالأحداث غير المستقرة:
أزمات اقتصادية متكررة
جائحة كورونا
تغيرات مناخية ملحوظة
ازدياد التعرض للأخبار السلبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي
كل هذه العوامل ساهمت في تنامي مشاعر التهديد اليومي، وجعلت الأمهات في حالة دائمة من التأهب والخوف على أسرهن، رغم تحسن بعض مؤشرات الأمان المجتمعي في كثير من الدول.
كيف يغير القلق نظرتنا إلى الواقع؟
تؤكد أبو اليزيد أن القلق المزمن يؤدي إلى تضخيم الإحساس بالخطر، فحتى مع وجود إحصائيات تدعم أن معدلات الجريمة في انخفاض، إلا أن الشعور بالخوف لا يزال مسيطرًا، ما يدفع العديد من الأمهات لتجنب الأنشطة الاجتماعية، وتقليل التجارب الجديدة، وهو ما ينعكس سلبًا على جودة حياتهن النفسية وأداء دورهن التربوي.
القبول الممكن: استراتيجية فعالة لإدارة القلق
من الوسائل الناجحة في التعامل مع القلق بحسب الاستشاري النفسي، هو اتباع ما يسمى بـ'القبول الممكن' — أي تقبل الواقع بكل ما فيه من تحديات، والعمل على تغييره بطرق عملية دون إنكار أو استسلام.
أمثلة على هذا النهج:
القلق من تغير المناخ؟ ابدئي بخطوات صغيرة مثل تقليل استخدام البلاستيك أو دعم المنتجات المستدامة.
القلق من المحتوى الرقمي؟ ضعي قواعد واضحة لاستخدام الشاشات لأطفالك بدلاً من منعها كلياً.
التحول من التركيز على المخاوف إلى التحكم في الأفعال اليومية، يمنح الأم شعورًا بالقوة بدلًا من العجز.
هل الإفراط في الحماية يزيد من قلق الأطفال؟
تحذر أبو اليزيد من أن الكثير من الأمهات يقعن في فخ الحماية الزائدة، بدافع الحرص الزائد، لكن هذا الأسلوب يضر أكثر مما ينفع، حيث يمنع الطفل من خوض تجاربه الخاصة، وبناء ثقته بنفسه.
بل إن الإفراط في السيطرة قد يُورث القلق للأبناء أنفسهم، ويجعلهم عاجزين عن التعامل مع المشكلات بشكل مستقل.
التوازن هو الحل
في عالم مزدحم بالمخاوف، تحتاج الأم العصرية إلى أدوات نفسية فعالة تساعدها على إيجاد التوازن بين القلق الطبيعي والحماية الزائدة.
الوعي بالمشكلة هو أول خطوة للحل، والتغيير يبدأ من الداخل،بتعديل الأفكار، وتبني عادات صغيرة تفتح الأفق لحياة أكثر مرونة وهدوءًا ، لها ولأطفالها.