اخبار اليمن
موقع كل يوم -المهرية نت
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
أحدثت حادثة اغتيال الشيخ مهدي العقربي، أحد أبرز الشخصيات الاجتماعية والوجاهات القبلية في عدن، عقب خروجه من صلاة الجمعة بمسجد ابن تيمية في منطقة بئر أحمد، صدمة كبيرة وغضباً شعبياً واسعاً، وسط تخوفات من عودة ملف الاغتيالات الدموية إلى الواجهة مجددا.
ويُنظر إلى العقربي باعتباره شخصية ذات مكانة اجتماعية ونفوذ قبلي، ليس في عدن فحسب، بل في محافظات جنوبية أخرى أيضاً.
العقربي كان قد اعتُقل سابقاً على يد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، وظل محتجزاً عدة أشهر، قبل أن تبرّئه محكمة الحوطة الابتدائية وتصدر حكماً بإطلاق سراحه.
على منصات التواصل الاجتماعي، أطلق ناشطون هاشتاقات حمّلوا فيها ميليشيات المجلس الانتقالي، المدعومة إماراتياً والمسيطرة على عدن، مسؤولية الجريمة.
الصحفي عبدالشافي النبهاني قال إن 'كل الأحرار يقفون اليوم في خندق واحد ضد جرائم الانتقالي'، مؤكداً أن اغتيال العقربي 'جزء من مشروع إماراتي خبيث يستهدف كل صوت حر'.
أما الناشط عادل السعدي فاعتبر أن ما جرى 'ليس حادثاً فردياً بل نتيجة طبيعية لسنوات من تسليح الميليشيات وتمكينها من السيطرة على المدن'، مضيفاً: 'عندما تختفي الدولة، يظهر القتلة'.
وتنوعت ردود الفعل الغاضبة، إذ كتب محمد منصور: 'تم اختطاف عشال سابقاً على يد سماسرة الأراضي الذين تبيّن أنهم يتبعون فريق مكافحة الإرهاب التابع للانتقالي، واليوم يتكرر المشهد بقتل الشيخ مهدي العقربي'.
بينما قال سعيد ناصر: 'حين يتحول بيت الله إلى محطة انطلاق للرصاص، فهذا إعلان صريح أن عصابات السلاح أقوى من القانون، وأن حياة الناس مجرد ورقة بيد مليشيا لا تعرف سوى لغة الدم'.
وأضاف حسين الفضلي: 'هذه الجريمة ليست صدفة، بل امتداد لسياسة ممنهجة: تفريغ المجتمع من رموزه لترك الناس بلا صوت ولا قيادة'.
أما الصحفي صالح منصر اليافعي فعلق قائلاً: 'الوضع في عدن متوتر بين قبيلة العقارب وميليشيات الانتقالي. عشر سنوات ونحن نعيش نفس السيناريو: كل يوم جريمة، كل يوم مصيبة، عصابات إجرامية تحكمنا'.
وأشار سالم بيع إلى أن 'الجريمة ليست اغتيال شخص واحد، بل اغتيال العدالة والأمان والأمل، ما لم يتم كشف الجناة ومحاسبتهم'.
من جهته، اعتبر السياسي عادل الحسني رئيس منتدى السلام لوقف الحرب، أن الحادثة 'رسالة شديدة اللهجة من الانتقالي إلى أهالي عدن'، مؤكداً أن العقربي كان على خلاف مباشر مع ميليشيات الانتقالي، وتعرّض مع عشيرته لاعتداءات متكررة وصلت إلى اشتباكات مسلحة دفاعاً عن الأرض والشرف.
هذه الجريمة أعادت إلى الواجهة ملف الاغتيالات الدموية التي تشهدها عدن منذ سنوات، والتي طالت شخصيات دينية واجتماعية وأمنية وسياسية بارزة، في ظل غياب العدالة وتعدد القوى المسلحة المسيطرة على المدينة.
ويرى مراقبون أن استمرار هذه الاغتيالات، دون الكشف عن الجناة أو تقديمهم للعدالة، يعمّق مناخ الإفلات من العقاب، ويضاعف مخاطر الانزلاق نحو مزيد من الفوضى الأمنية، خصوصاً أن عدن باتت ساحة مفتوحة لصراع النفوذ بين أطراف محلية وإقليمية.